يعتزم المجلس الأعلى للآثار المصرية أوائل العام المقبل البدء في المرحلة الأولى من تشييد المتحف الأتوني في محافظة المنياجنوب مصر على أن ينتهي العمل فيه بعد عامين. وقدرت كلفة المرحلة الأولى بحوالى 30 مليون جنيه، ويستوعب 10 آلاف قطعة أثرية من مختلف العصور القديمة. وتجمع محافظة المنيا بين جمال الطبيعة الخلابة والمعالم الأثرية الفرعونية والبيزنطية والرومانية والقبطية والإسلامية، وعند زيارة تلك المحافظة تشعر وكأنك أمام تاريخ ناطق بالروعة منحوتاً ومشيداً في صورة معابد ومقابر وقصور ملكية. وتوجد أبرز الآثار الفرعونية في منطقة بني حسن الشروق الواقعة على الضفة الشرقية للنيل وتبعد نحو 20 كيلومتراً الى الجنوب من المنيا، وفيها مقابر منحوتة في الصخر يبلغ عددها 390 مقبرة تحوي الكثير من النقوش المهمة التي تسجل الحياة المحلية الاقليمية في الدولة الوسطى. كما تضم المنطقة معبداً للملكة حتشبسوت. وتقع في منطقة تل العمارنة آثار المدينة الجديدة التي أسسها أخناتون وعاش فيها مع زوجته وبناتهما في عزلة حتى يتفرغ آنذاك للتوحيد الذي نادى به. وما زالت توجد في المنطقة آثار للمعابد والقصور الملكية على رغم محاولة تدميرها على يد حورمحب. ولا تقل منطقة الشيخ عبادة في ملوي أهمية عن تل العمارنة، ففيها معبد للملك الفرعوني رمسيس الثاني أقامه تكريماً ل"تحوت" رمز الحكمة والمعرفة. فيما تضم منطقة تونا الجبل بقايا المدينة اليونانية ومنها مجموعة أعمدة، وتكثر فيها السراديب. كما تضم المنطقة مقبرة الكاهن بينو زيريس وعلى جدرانها رسوم تمثل امتزاج الفن الفرعوني القديم مع الفن الأغريقي. ومن الآثار القبطية في المنيا دير السيدة العذراء في جبل الطير شرق النيل، وهي كنيسة أقامتها الامبراطورة هيلانة العام 328 ميلاية. بينما تضم منطقة البهنسا التابعة لمركز بني مزار في المنيا العديد من الآثار الإسلامية.