تبعد محافظة المنيا المصرية زهاء 247 كم جنوبالقاهرة. وتقوم المحافظة حالياً بوضع استراتيجية لتنمية المناطق السياحية والأثرية داخلها، لا سيما منطقتا "البهنسا" و"دير السيدة العذراء". وتضم المنطقة الأولى رفات كثيرين من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم و17 قبة إسلامية وشجرة مريم العذراء وبئر مريم. أما دير العذراء فهو يعد أحد المحطات الرئيسية في رحلة العائلة المقدسة الى مصر، ويتوافد عليه نحو مليوني زائر في الأعياد. وحبا الله محافظة المنيا بموقع متميز جعلها في موضع وسط بين الوجهين القبلي والبحري. ففي العصر الفرعوني صدرت منها أول دعوة للتوحيد في تاريخ الفراعنة نادى بها "اخناتون". وفي العصر اليوناني والروماني عُبد فيها الإله "تحت". إله الحكمة والمعرفة. وفي العصر القبطي شيدت فيها كنيسة السيدة العذراء، في الوقت ذاه الذي كانت تشيد فيه كنيسة القيامة في القدس. وفي العصر الإسلامي تعطرت أرضها في "البهنسا" بالدماء الذكية لشهداء الصحابة الأجلاء، وبُني فيها مسجد الحسين بن علي زين العابدين، حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم. يذكر أن تسمية المنيا تأتي من كلمة "منى" الفرعونية، وتعني المنزل والمحل وكلمة "منعت خوفو" وتعني "مرضعة خوفو". كما أنها تأتي من "منية ابن خصيب" التي تمناها والي مصر وتحققت أمنيته بولايته عليها. وتعتبر المنيا متحفاً وسجلاً خالداً لجميع العصور التاريخية التي مرت على مصر من فرعونية ويونانية ورومانية وقبطية واسلامية وعصر حديث. وفيها عاش اخناتون وتهادت الجميلة نفرتيتي في أفق آتون الذي يعرف حالياً باسم "تل العمارنة"، بينما كان اخناتون ينظم الترانيم الشهيرة في عبادة الإله "آتون الجبل" قرص الشمس معلناً أول دعوة للتوحيد والفن الواقعي ونبذ التفرقة العنصرية. وتركت الدولة الوسطى الفرعونية في منطقة "تونا الجبل" مجموعة متكاملة وفريدة من اثار هذا العصر الذي تقدمت فيه الصناعة والزراعة. كما يمكن مشاهدة قصة "ايزادورا" أول شهيدة للحب في التاريخ، وايضاً قصة اوزريس المسطرة على جدران مقبرة "بيتو زيرس". ويمكن كذلك مشاهدة جبانة الإله "تحوت" أما مدينة "الاحياء" في منطقة الاشمونيين فهي تعطي صورة عن عظمة المعابد المصرية وعشرات الأعمدة الغرانيتية. وفي المنيا أيضاً "متحف ملوي" الذي يضم اثاراً من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والاسلامية المكتشفة في المحافظة ومنطقة مصر الوسطى.