وصلت محادثات تشكيل حكومة ائتلافية صربية الى طريق مسدودة، ما عزز التكهنات باجراء انتخابات جديدة لعلها تؤدي الى تغيير في التركيبة المعقدة للبرلمان، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي انه يراقب الأوضاع غير المستقرة في صربيا. ونقل تلفزيون بلغراد أمس، عن رئيس "الحزب الديموقراطي الصربي" فويسلاف كوشتونيتسا ان محاولاته لضم كل الأطراف البرلمانية الى حكومة وحدة وطنية تتولى صوغ دستور جديد ومعالجة المشكلات الملحة "واجهت مواقف لا تبشّر بخير، على رغم ان هذه الحكومة هي النتيجة الحتمية لما وفرته الانتخابات". وأضاف انه اذا ترسخت القناعة بفشل تشكيل الحكومة "فإن لا مناص من اللجوء الى أسوأ المخارج من الأزمة وهو انتخابات جديدة". وكان نائب رئيس "الحزب الراديكالي الصربي" توميسلاف نيكوليتش أبلغ كوشتونيتسا، انه يرفض كل اقتراح لا يعترف بحق الراديكاليين في رئاسة الحكومة، باعتبارهم الحزب الأكبر في البرلمان، مشترطاً مشاركة في الحزب "الديموقراطي الصربي" و"الاشتراكي الصربي"، لأنهما الوحيدان اللذان يمكن للراديكاليين "التفاهم معهما في اطار المصلحة الوطنية الصربية". وقال نيكوليتش أمس: "أوضحت لكوشتونيتسا ان رفض الحق الراديكالي يفرض حل البرلمان والاحتكام من جديد الى الناخبين". وأيد نائب رئيس "الحزب الاشتراكي الصربي" ريفيتسا داتشيتش دعوة الراديكاليين الى انتخابات جديدة، مشيراً الى ان "الوضع الراهن للبلاد لا يناسب لحكومة وحدة وطنية". وأعلن زعيم "حركة التجديد الصربية" فوك دراشكوفيتش ان المضي في الحديث عن حكومة وحدة وطنية "هو مضيعة للوقت ما دام الراديكاليون لا يقبلونه ابداً". ومن جهة ثانية، نقلت وكالة انباء "تاينوغ" الصربية عن الناطقة باسم الاتحاد الأوروبي كريستينا غالياك، ان الاتحاد الأوروبي "يتطلع الى حكومة صربية ديموقراطية تلبي طموحات المواطنين السياسية والاقتصادية"، مشيرة الى ان مسؤول الشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد خافيير سولانا على اتصال مع السياسيين في بلغراد من أجل تشكيل حكومة صربية بمعايير أوروبية".