حذر الاتحاد الاوروبي بلغراد من انها ستواجه العزلة الدولية من جديد، اذا سلمت امورها الى سلطات متشددة لا تحظى برضا المجتمع الدولي، فيما اخفقت الضغوط الدولية في اقناع "الحزب الديموقراطي" الذي يقود الحكومة المنتهية ولايتها، في المشاركة في حكومة يترأسها زعيم "الحزب الديموقراطي الصربي" فويسلاف كوشتونيتسا او تأييد الأخيرة في البرلمان. ونقلت وكالة انباء "بيتا" امس، عن مسؤول الشؤون الخارجية والامنية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، انه "ينبغي ان تكون لصربيا حكومة جديدة بسرعة تتمتع بمؤهلات الديموقراطية والقدرة على اتخاذ القرارات، كي تستطيع ان تكون قريبة من الاتحاد الاوروبي وتتعاون مع المجتمع الدولي". والى ذلك، ابلغت الناطقة باسم الاتحاد الاوروبي كريستينا غالياك وكالة "بيتا" ان محادثات الاتحاد توقفت مع بلغراد في انتظار تشكيل الحكومة "ولن تدعى صربيا الى اجتماعات الاتحاد الخاصة بالتعاون وقبول الاعضاء حتى تستطيع اختيار حكومة يمكن التفاهم معها". وجاءت تحذيرات الاتحاد الاوروبي، بعدما اعلن رئىس لائحة "ائتلاف الحزب الديموقراطي" بوريس تاديتش، ان نوابه "لا يمكن ان يؤيدوا حكومة ضعيفة قد تنهار في اي وقت". وأشار الى ان حزبه مستعد لمواجهة كل الاحتمالات، سواء انتخابات جديدة او قيام كوشتونيتسا بتشكيل حكومة يشارك فيها او يدعمها الحزبان "الراديكالي - فويسلاف شيشيلي" او "الاشتراكي - سلوبودان ميلوشيفيتش". ومعلوم ان الاحزاب الديموقراطية "الديموقراطي الصربي - كوشتونيتسا" و"مجموعة 17" و"حركة التجديد الصربية - فوك دراشكوفيتش" متفقة على برنامج الحكومة الجديدة، لكن مشكلتها انها جميعاً تملك 109 مقاعد في البرلمان، في حين ان الغالبية تتطلب 126 مقعداً، ما يجعلها عاجزة عن تشكيل الحكومة من دون مشاركة او دعم احد الاحزاب الثلاثة المتبقية. ويرى المراقبون انه اذا لم يتفق على تشكيل الحكومة حتى موعد اجتماع البرلمان المنتخب الثلثاء المقبل، فسيكون البرلمان عاجزاً عن القيام بمهماته، ما يتطلب انتخابات جديدة خلال شهرين بحسب الدستور.