كنت أمني نفسي ببداية عام جديد يسوده البهجة والسلام والمحبة. صحوت في هذا اليوم باكراً وأنا فرح لأنه أول يوم في العام الجديد، وذهبت الى العمل على غير العادة باكراً. أول ما فعلته هو قراءة "الحياة" العدد 14890، والتنقل بين صفحاتها. لكني، فجأة، أصبت بالدهشة، بل أصابني ألم شديد جراء ما رأيته بين السطور. عنوان عريض يقول "محطة... التلفزيونية تعيد 157 سودانياً الى بلدهم". هذه المحطة تابعة لمجلس الأساقفة الكاثوليك، وقررت تحمل كلفة اعادة هؤلاء السودانيين الذين كانوا مسجونين في لبنان، بتهمة دخولهم خلسة وأنهوا محكومياتهم، الا ان لبنان والسودان، وبقية المنظمات الإنسانية، رفضوا تحمل كلفة اعادة هؤلاء الى ديارهم. أصابني الاحباط من قراءتي لهذا الخبر، وهو هدية العام الجديد لي. هذا يعني ان حكومتنا لا تعيرنا اهتماماً، ولا تقدر فينا انسانيتنا. كيف يكون شعور العائدين الى وطنهم، بعد أن رفضت حكومة السودان تحمل اعادتهم؟ هل يظلون على وطنيتهم؟ نرى العالم من حولنا يقدر الإنسان، ويعطيه مكانة مرموقة. أما حكومتنا فهي في سبات عميق، ولا يهمها المواطن بقدر ما يهمها بقاؤها في السلطة. المغترب السوداني يحس بالظلم. فالحكومات المتعاقبة لم تستطع اقناعه بأنها تعمل لمصلحته. الحكومات أوجدت وصنعت قوانين كأنها أرادت عقاب المواطن السوداني الذي ترك وطنه. وما يحدث للمغترب عند تسديده الضرائب يعجز القلم عن وصفه. مساكين هؤلاء العائدون الى بلدهم! سيلازمهم الاحساس بأن الحكومة لا تعيرهم أدنى اهتمام. والشكر كل الشكر لهذه المحطة التي تكفلت بنقلهم، بل وعمدت على إهدائهم بعض الهدايا بمناسبة السنة الجديدة، وهي تبرهن ان اختلاف الأديان ليس معناه اختلاف القيم النبيلة، وانما يعني تقابل كل الأديان في النواحي الإنسانية. الرياض - صلاح الجيلاني البشير سوداني مقيم [email protected]