اشادت نيودلهي وإسلام آباد امس، ب"التطور" في العلاقات بين البلدين الذي حققه لقاء رئيس الوزراء الهندي آتال بيهاري فاجبايي والرئيس الباكستاني برويز مشرف، وذلك وسط تحذير اقطاب سياسية كشميرية من ابعادها عن مفاوضات قد تجرى في شأن منطقة كشمير المتنازع عليها. وأوضح وزير الخارجية الهندي ياشوانت سينها ان زعيمي البلدين أعربا عن أملهما في ان تستمر الخطوات التي اتخذت اخيراً لتحسين العلاقات بعد أول اجتماع بينهما منذ عام 2001، وذلك على هامش قمة دول جنوب آسيا للتعاون الاقليمي سارك في إسلام آباد. وقال سينها في مؤتمر صحافي: "رحب الزعيمان بالخطوات التي اتخذت اخيراً في اتجاه تطبيع العلاقات بين البلدين، وأعربا عن أملهما في استمرار العملية". وكشف وزير الاعلام الباكستاني شيخ رشيد أحمد ان الزعيمين اللذين استمر لقاؤهما قرابة ساعة، "أجريا مناقشات تفصيلية وعقدا الاجتماع في أجواء طيبة". وقال إن الهند وباكستان تعملان الآن بعد اجتماع زعيميهما على صياغة اعلان مشترك. وكشف مسؤولون ان وزير المال الباكستاني شوكت عزيز ومستشار الامن القومي الهندي براجيش ميشرا، حضرا الاجتماع الى جانب مسؤولين آخرين في البلدين. وكان فاجبايي دعا قبل بدء الاجتماع الى اجراء محادثات بين نيودلهي وإسلام آباد لحل الخلافات التي شابت العلاقات بينهما منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1947. وقال: "من الضروري ان يكون للبلدين تمثيل مناسب وان يستمر الحوار وان يفهم كل طرف مشكلات الآخر ونجد حلاً معاً". ويذكر ان فاجبايي التقى للمرة الاخيرة مع مشرف في قمة عقدت في مدينة اغرا الهندية في تموز يوليو 2001، ثم تصافحا سريعاً مرة اخرى في قمة "سارك" السابقة قبل عامين. تحذير كشميري ومن جهة اخرى، قال زعيم حزب "المجاهدين" الكشميري سيد صلاح الدين إن "الكشميريين لن يوافقوا على حل يُفرض عليهم أو يخالف إرادتهم". وأضاف ان من المهم أيضاً إيجاد حل للنزاع وفقاً لقرارات الاممالمتحدة التي صدرت في عامي 1948 و1949. وكان مشرف أشار في كانون الاول ديسمبر الماضي، إلى عزمه على تنحية قرارات الاممالمتحدة في شأن كشمير جانباً، لو وافقت الهند على القيام "بإجراء مماثل". واعتبر لطيف أكبر العضو المعارض في برلمان أزاد كشمير الباكستانية ان "الزعماء الكشميريين ينبغي ان يسمح لهم بالمشاركة في المحادثات الهندية الباكستانية في شأن منطقتهم". ترحيب صيني والى ذلك، رحبت الصين بالمحادثات الهندية - الباكستانية، مؤكدة انها تأمل في ان يتمكن البلدان اللذان يتمتعان بقدرة نووية من احراز مزيد من التقدم في اتجاه احلال السلام. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية كونغ تشوان في بيان: "تأمل الصين في ان تحافظ الهند وباكستان على قوة الدفع الدافئة الحالية وان يبذل البلدان معاً جهداً في اتجاه احلال السلام والاستقرار والتنمية الاقليمية".