شهد مطار هيثرو اللندني امس، حال تأهب امني تمثل في انتشار رجال شرطة بريطانيين مدججين بالسلاح في القاعة الرقم 4 حيث ينتظر ركاب رحلة "بريتش ايروايز" المتوجهة الى واشنطن والتي أُجّلت مجدداً بإيعاز من السلطات الاميركية بسبب "مخاوف امنية". ودافع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو عن الغاء الرحلات الى واشنطن، قائلاً: "لا بد أن نضع السلامة في المقام الاول". واعتبر ان ظهور اسامة بن لادن في شريط جديد مساء اول من امس، يؤكد ان اعتقاله امر اساسي وان تنظيم "القاعدة" لا يزال يشكل تهديداً جدياً. راجع ص 8 جاء ذلك في وقت بدأت وزارة الأمن الداخلي الاميركية تطبيق اجراءات أمنية جديدة تشمل أخذ بصمات الزوار الاجانب وتصويرهم لدى دخولهم الأراضي الأميركية عبر 115 مطاراً و14 ميناء في البلاد. وتأتي الخطوة في سياق برنامج أقره وزير الأمن الداخلي توم ريدج كجزء من الاجراءات الاحترازية ضد أعمال ارهابية محتملة. وقال ريدج إن "الحدود ستبقى مفتوحة للزوار والذين يسعون الى العمل او الدراسة، الا اننا نريد ان نضمن أمن البلاد من خلال الاحتفاظ بسجل لكل من يدخل الحدود ويخرج منها". واستثني مواطنو 28 دولة من الاجراءات الأمنية غالبيتها دول أوروبية يسمح لرعاياها بالاقامة في الولاياتالمتحدة لمدة 90 يوماً من دون الحاجة الى تأشيرة. وكشف ريدج ان تطبيق البرنامج في شكل تجريبي خلال الأيام الأخيرة أدى الى ترحيل اكثر من 20 شخصاً تبين ان لهم سجلات أمنية. ويمكن تطبيق البرنامج ضباط الأمن على الحدود من معرفة ما اذا كان لدى الزائر او المهاجر الى الولاياتالمتحدة سجل اجرامي أو امني. ويتوقع ان تشمل الاجراءات الجديدة 24 مليون اجنبي يزورون اميركا سنوياً. من جهة اخرى، تعرض اعضاء بارزون في البرلمان الاوروبي امس، لموجة من طرود مفخخة وصل أحدها الى مكتب العضو البريطاني في البرلمان غاري تيتلي في مانشستر وتسبب انفجاره باندلاع حريق. وأكد مسؤولون اوروبيون ان رئيس البرلمان الاوروبي وزعيم اكبر تكتل سياسي فيه، استلما نحو اربع رسائل مفخخة انفجرت احداها من دون ان تحدث اصابات. وأوضح الناطق باسم حزب الشعب الاوروبي روبرت فيتزنري ان رسالة ملغومة أُرسلت الى رئيس الحزب هانز غيرت بوترينغ وفتحها احد الموظفين، ف"اندلعت النار في الرسالة وسمع صوت فرقعة ولم تقع اصابات". وأكد الناطق باسم رئيس البرلمان الاوروبي ديفيد هارلي ان "كل الرسائل ارسلت من بولونيا بتاريخ 22 كانون الأول ديسمبر". ونقلت وكالة انباء "آكي" الإيطالية عن مصدر مطلع أن "شرطة العاصمة البلجيكية تمكنت من إيقاف طرد بريدي مفخخ موجه إلى نائب رئيس الحزب الشعبي الأوروبي ورئيس المجموعة الإسبانية في البرلمان الأوروبي خوسيه إينياتتثيو سالافرانكا". وذكرت المصادر أن هذا الطرد، مثل الطرد الآخر الذي انفجر في مكتب بويتيريغ أُرسل من مدينة بولونيا الإيطالية. وسبق ان أُرسل العديد من الرسائل الملغومة الى مسؤولين اوروبيين من بينهم رئيس المفوضية رومانو برودي اواخر الشهر الماضي. وتشتبه السلطات بأن تنظيم "الالوية الحمراء" اليساري المتطرف وراء هذه الرسائل المفخخة.