استبعدت تحريات الأجهزة الإيطالية أية صلة للجماعات الإسلامية في موضوع الطرود التي شغلت بعض الدول الأوروبية والتي كان آخرها الطرد الموجه إلى رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني. وقال مصدر بوزارة الداخلية الإيطالية ل"الوطن" , إن تحريات الأجهزة الإيطالية المستندة إلى معلومات من نظيرتها اليونانية والفرنسية تفيد أن جماعة يونانية متطرفة هي من تقف وراء هذه العمليات التي وصفها بالاستفزازية. وقال "توصلنا لمعلومات تؤكد أن طائرة شحن تابعة لشركة "تي إن تي " انطلقت من أثينا باتجاه باريس, تتضمن طرودا مفخخة من بينها طرد موجه لبرلسكوني ,وستحط بشكل طارئ بمطار ماركوني بمدينة بولونيا , فقررنا إخضاعها لتفتيش مدقق إلى أن عثرنا على طرد موجه إلى برلسكوني يزن كيلو جرامين وكان سيرسل إليه عن طريق بروكسل بعد وصول الطائرة إلى باريس. بعد ذلك قامت فرقة خاصة بفتحه لينفجر محدثا لهبا وغبارا كثيفا". وأعلن وزير الداخلية الإيطالية روبيرتو ماروني، أمس، عن حالة استنفار قصوى بالمطارات والموانئ الإيطالية, بعد اكتشاف الطرد المفخخ. وقال ماروني إن تحريات الاستخبارات الإيطالية لا تستبعد ضلوع إيطاليين في العملية التي تستهدف برلسكوني بعد ترجيحه إمكانية تعاون جماعات متطرفة بإيطاليا معادية لبرلسكوني مع الجماعة اليونانية المسؤولة عن إرسال الطرود المفخخة لقادة الدول الأوروبية. وأضاف ماروني"لقد كان لي اتصال مع مدير الشرطة بإيطاليا من أجل اتخاذ التدابير اللازمة بالمطارات الإيطالية لتفتيش جميع الطائرات القادمة من اليونان, وسنرى إن كانت عملية المراقبة والتفتيش ستطال كذلك حتى طائرات قادمة من منطقة الشرق الأوسط مثل اليمن". وعن أسباب ودوافع إرسال الطرود المفخخة للقادة الأوروبيين, قالت مصادر صحفية إيطالية ,إن الجماعة اليونانية المتطرفة المسؤولة عن هذه العمليات, تحاول من خلال طرودها المفخخة أن تثير انتباه العالم إلى اليونان التي ستشهد الأحد المقبل انتخابات سياسية جديدة وتعرف بالتالي أوضاع اقتصادية واجتماعية متأزمة. وأضافت أن الجماعة نفسها المعروفة بمناهضتها للحكومات الأوروبية هي نفسها التي أرسلت في عام 2003 طردا مفخخا إلى رومانو برودي عندما كان يشغل منصب رئيس اللجنة الأوروبية. وفيما أوقفت اليونان أمس كافة خدمات الشحن الجوي الدولي للطرود لمدة 48 ساعة، في أعقاب اكتشاف عدد من الطرود المفخخة المرسلة للسفارات، دعت الرئاسة البلجيكية للاتحاد الأوروبي لعقد اجتماع طارئ غدا في بروكسل، لبحث أزمة الطرود القادمة من اليمن. وأكد المتحدث الرسمى باسم ايتايني سخوب نائب وزير النقل البلجيكى،أن الاجتماع يبحث مشكلة أمن البضائع والشحنات والطرود القادمة من بلدان العالم الثالث ككل، والعمل على وضع إجراءات أمنية جديدة ومحاذير، تضمن سلامة الطائرات والشحنات القادمة إلى دول الاتحاد الأوروبي، وتحول دون استغلالها من قبل الإرهابيين في تنفيذ مخططاتهم الإرهابية. وأكد المتحدث أن عدة دول أوروبية مثل بريطانيا وفرنسا وألمالنيا وهولندا حظرت على نحو مؤقت استقبال البريد والطرود من اليمن ، وكذلك كل من أمريكا وكندا، غير أن الحظر لا يمكن تطبيقه للأبد ، ويجب بحث حلول أخرى دون التأثير على حركة الاتصالات ونقل الطرود إلى أوروبا.