بروكسيل، باريس، واشنطن - أ ف ب، رويترز - عقد خبراء امنيون في مجال النقل الجوي من الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة اجتماعاً في بروكسيل امس، لتحديد الثغرات في منظومة امن الشحن الجوي الاوروبي، وذلك اثر اكتشاف طرود مفخخة مرسلة من اليونان واليمن. وأوضح مصدر اوروبي ان «أي قرار ليس متوقعاً» في ختام الاجتماع الذي نظمته المفوضية الاوروبية والرئاسة البلجيكية للاتحاد الاوروبي، مشيراً الى انه ليس مؤكداً الاعلان عن نتيجة للاجتماع المقرر ان يرفع توصيات الى وزراء الداخلية الاوروبيين الذين سيعقدون اجتماعاً الاثنين. كما سترفع توصيات الى وزراء النقل الاوروبيين الذين سيعقدون اجتماعاً لاحقاً. ويأتي ذلك بعد ارسال طرود مفخخة من مراكز بريد في اثينا الى سفارات اجنبية في اليونان ومسؤولين في الخارج بينهم المستشارة الالمانية انغيلا مركل ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني. وفكك الطرد الذي ارسل الى مركل في مقر المستشارية في برلين، في حين ضبط الطرد المرسل الى بيرلوسكوني في مطار مدينة بولونيا الايطالية (شمال شرق). وفي الاجمال فكك 14 طرداً، آخرها كان مرسلاً الى السفارة الفرنسية في اثينا. وارسلت هذه الطرود في وقت واحد تقريباً مطلع الاسبوع، ما اضطر اليونان الى تعليق عمليات ارسال البريد الدولي، لمدة 48 ساعة. وقد يكون الارهابيون تمكنوا من ارسال هذه الطرود مستفيدين من ثغرة في منظومة الامن الاوروبية، ذلك ان مسؤولية مراقبة الشحن البريدي وتفتيشه ملقاة على عاتق شركات البريد الخاصة «المعتمدة» التي تستخدم طائراتها الخاصة لشحن الطرود. الا ان وزير الحماية المدنية اليوناني خريستوس بابوتسيس اتهم هذه الشركات بعدم القيام بمسؤولياتها. وطالب الوزير اليوناني بإقرار قانون «يعزز عمليات المراقبة ويفرض شروطاً اقسى على هذه الشركات»، مطالباً بأن يصار الى تنسيق هذا الامر على مستوى الاتحاد الاوروبي بكامله. وهذا الطلب كان احد المواضيع المدرجة على جدول اعمال اجتماع الخبراء الاوروبيين ونظرائهم الاميركيين في بروكسيل امس. وقبل الطرود التي ارسلت من اليونان كان هناك طردان مفخخان ارسلا من اليمن وضبط احدهما في دبي والآخر في بريطانيا. وهذان الطردان كانا مرسلين الى الولاياتالمتحدة وضبطا قبل اسبوع تماماً. وعلى الاثر، منعت خمس دول اوروبية هي المانيا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا وهولندا عمليات الشحن الجوي الآتية من اليمن. ووسعت المانيا نطاق هذا الحظر ليشمل ايضاً طائرات الركاب لان نحو نصف البريد الجوي ينقل على متن طائرات ركاب. وقال ديبلوماسي طالباً عدم الكشف عن هويته: «بالتأكيد كان من الافضل لو انهم نسقوا الامر في ما بينهم، ولكن لا يمكن دوماً انتظار موافقة الدول الاوروبية ال27 للتحرك. كل دولة مسؤولة عن امنها وتتخذ الاجراءات التي تمليها حراجة الموقف». وهذه المسألة تتعلق بجدل حساس في الاتحاد الاوروبي وهو جدل اثارته مجدداً التحذيرات الاميركية التي صدرت مطلع تشرين الاول (اكتوبر) الماضي في شأن الرحلات الى اوروبا. والجدل سببه ان كل دولة لديها تقييم مختلف لدرجة الخطر وتغضب من الاجراءات الامنية التي تتخذها لاحقاً جارتها. وكان وزراء الداخلية الاوروبيون اجروا مناقشة اولى لهذه المسألة اواخر تشرين الاول، لكن من دون ان يتوصلوا الى نتيجة. من جهة أخرى، رفض البيت الابيض تأكيد تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بريس اورتفو الذي قال فيها ان احد الطردين المفخخين المرسلين من اليمن الى الولاياتالمتحدة، فكك قبل 17 دقيقة من انفجاره. وقال الناطق باسم الرئاسة الاميركية روبرت غيبس للصحافيين: «لا املك اي معلومة تؤكد ذلك». وقال الوزير بريس اورتفو لقناة «فرانس 2» التلفزيونية: «كان هناك طردان مفخخان مرسلان من اليمن الى الولاياتالمتحدة، تم تفكيك احدهما قبل 17 دقيقة من انفجاره المتوقع». وعثر على طردين مفخخين مرسلين من اليمن الى الولاياتالمتحدة في 29 تشرين الاول في بريطانيا ودبي على التوالي. وكانا موجهين الى اماكن عبادة يهودية في شيكاغو (الولاياتالمتحدة). وأوضحت اوساط اورتفو ان هذا الطرد تم تفكيكه في بريطانيا قبل دقائق قليلة من الموعد المتوقع لانفجاره. واكتشف احد الطردين في مطار ويست ميدلاندز وسط بريطانيا. واشارت وزيرة الداخلية البريطانية تيريسا ماي نهاية الاسبوع الماضي ان الشحنة الناسفة كانت «صالحة وكان يمكن ان تنفجر».