أعد المحافظون في ايران خطة لملء اي فراغ اداري ينجم عن استقالات في صفوف الاصلاحيين الذين تعهدوا العمل لمقاطعة الانتخابات المقررة في 20 شباط فبراير المقبل. جاء ذلك بعد رفض مجلس صيانة الدستور المحافظ اقتراح وزير الداخلية عبدالواحد موسوي لاري تأجيل الانتخابات في ضوء أزمة رفض ترشيحات مئات من الاصلاحيين. وتزامن الفصل الجديد من الأزمة بين الجانبين، مع بوادر تقارب ايراني - اميركي، تجسدت في اعلان المندوب الايراني لدى الاممالمتحدة محمد جواد ظريفي ان طهران قد تسمح لوفد من الكونغرس بزيارتها، في مبادرة هي الاولى من نوعها منذ قطع العلاقات بين البلدين أواخر سبعينات القرن الماضي. وفي وقت اعتبر مجلس صيانة الدستور ان لا حاجة لتأجيل الانتخابات، بعدما سحب اعتراضاته على ثلث المرشحين 980 من اصل 3600، صعّد الاصلاحيون لهجتهم، لأن لائحة المرشحين التي أقرها المجلس لم تضم اسماء رموز بارزة في التيار الاصلاحي. واتهم محمد رضا خاتمي نائب رئيس البرلمان، شقيق الرئيس الايراني المحافظين بأنهم "لن يكتفوا بمحاولة السيطرة على الندوة النيابية بل يسعون الى تقويض أسس النظام الجمهوري القائم على مشاركة الشعب في القرار". جاء ذلك رداً على رفض مجلس صيانة الدستور مضمون رسالة قدمها اليه وزير الداخلية، وشدد فيها على "ضرورة معاودة النظر بالعملية بهدف اجراء انتخابات فعلية وعادلة وتوفير ظروفها". في الوقت ذاته، عاد النواب المعتصمون في البرلمان الى التلويح بتقديم استقالة جماعية غداً الاحد، اذا لم يحصل تغيير جذري في موقف مجلس صيانة الدستور. لكن مصادر مطلعة قللت من اهمية تلك الخطوة، مقارنة بالاستقالات التي لوح حكام المحافظات بتقديمها. وتحسباً لتلك الخطوة، استعد التيار المحافظ لتعيين بدائل لحكام المحافظات في حال استقالاتهم. في واشنطن "الحياة"، ابلغ المندوب الايراني لدى الاممالمتحدة محمد جواد ظريف صحيفة "يو اس اي توداي" ان حكومته تدرس استقبال وفد من الكونغرس الاميركي. وقال ظريف للصحيفة ان معاونين لاعضاء الكونغرس قد يتوجهون الى ايران اعتباراً من 11 الشهر المقبل، للتحضير لتلك الزيارة التي لم يحدد موعدها. وكان ظريف زار واشنطن اول من امس، بدعوة من معهد "وودرو ويلسون" للبحوث. وتناول العشاء في احدى الغرف الملحقة بمكتب رئيس مجلس النواب دنيس هاسترت، وتجاذب اطراف الحديث مع كل من السناتور ارلين سبكتور وبوب ناي وجون لارسون ودوغ بيروتر وفيك سنايدر. ويأتي ذلك بعد رفض ايران اخيراً استقبال وفد "انساني" اميركي رأسه السناتور ليز دول، على رغم قبولها مساعدة اميركية اثر الزلزال العنيف الذي دمر مدينة بم في كانون الاول ديسمبر الماضي.