في تطور يكشف حجم الصعوبات التي تعترض انطلاق الحوار بين البلدين أكدت وزارة الخارجية الأميركية مساء أمس ان ايران رفضت في الوقت الراهن اقتراحاً أميركياً بارسال وفد رفيع المستوى لتقديم المساعدة الى ضحايا الزلزال الذي ضرب مدينة بم. وكانت الاوساط الرسمية الايرانية امتنعت نهار أمس عن التعليق على تلك المبادرة التي شدد البيت الابيض على ان طابعها انساني وغير سياسي، يهدف الى البحث في احتياجات الحكومة الايرانية في اعقاب الزلزال. راجع ص 8 وعلق المراقبون آمالاً على زيارة الوفد باعتبار ان السناتور اليزابيث دول ستتولى رئاسته، وهي شخصية مرموقة في الحزب الجمهوري، اضافة الى كونها وزيرة سابقة ورئيسة للصليب الاحمر الاميركي. كما تردد ان احد افراد عائلة بوش يرجح ان يكون شقيقه جيف حاكم تكساس سيكون في عداد الوفد. لكن الموقف الايراني ضرب هذه الآمال. وفي الوقت نفسه، دخلت لندن الحليف الابرز للادارة الاميركية على خط الديبلوماسية بين طهرانوواشنطن، وذلك عبر اتصال هاتفي اجراه وزير الخارجية البريطاني جاك سترو مع نظيره الايراني كمال خرازي. وسادت في طهران قناعة بأن الاتصال تناول ملف العلاقات الايرانية - الاميركية. جاء ذلك في وقت اشاد خرازي بقرار الرئيس الاميركي بوش تعليق عقوبات مفروضة على ايران لتسهيل ارسال اموال وتجهيزات حساسة لاغاثة منكوبي الزلزال. ودعا الوزير الايراني الادارة الاميركية الى الغاء الحظر الاقتصادي على بلاده بشكل كامل. وفي موازاة ذلك، ظهر موقف متشدد رافض للحوار مع اميركا، عبر عنه رجل الدين المحافظ احمد جنتي الذي قال في صلاة الجمعة، ان ايران "لن تنسى اطلاقاً الاعمال الاميركية السيئة في مقابل القليل من المساعدات التي وافق عليها بوش الملعون"، مؤكداً "اغلاق الباب امام محاولات الولاياتالمتحدة استغلال كارثة الزلزال لطرح مسألة العلاقات على بساط البحث". وقال جنتي مخاطباً الاميركيين: "اذا كنتم تملكون القليل من الشرف والانسانية والرحمة، فمن الافضل لكم ان تشفقوا على الشعبين العراقي والفلسطيني اللذين تسببتم لهما بزلزال". وابلغت مصادر ايرانية مطلعة "الحياة" امس، ان القيادة العليا في طهران مقتنعه بأن اي دعوة الى الحوار من جانب واشنطن، لا بد وان تكون على اساس الند للند والمساواة، ذلك ان اي تنازل امام الولاياتالمتحدة يدفعها الى التمادي في طرح مطالبها المتعلقة ب"ضمان مصالح اسرائيل، عبر حض طهران على الامتناع عن دعم المقاومة في لبنان وفلسطين".