لا يخفى على أحد التغيير الذي حدث للشباب العربي في عصرنا الحالي. نعم بعض الشباب استطاع ان يواكب التطور الذي عم أرجاء العالم، وبدأ يساهم في النهضة. لكنني أتحدث عن الظواهر السلبية التي أصبحت سمة ظاهرة في شبابنا العربي المعاصر. الإعلام العربي، متمثلاً في وسائله المقروءة، المسموعة والمشاهدة، لعب دوراً كبيراً في بعض السلبيات التي يعاني الشباب العربي منها. لعل أخطر وسائل الإعلام التي أثرت ولا تزال تؤثر في شبابنا هي الفضائيات التي تجذب الغالبية العظمى من الناس. أصبح الشباب يقلدون كل ما يرونه على هذه الشاشات. فأصبحنا نرى الشاب الذي يقص شعره على الطريقة الأوروبية، والشاب الذي يهتم بالمكياج وارتداء الملابس الضيقة. ومنهم من تجد على رقبته سلسلة كما وأنه أنثى. مظاهر غريبة ودخيلة على مجتمعاتنا العربية الإسلامية. بعض الفضائيات تهتم بجذب المشاهد بأشياء لا يستفيد منها، من الناحية الثقافية، بل تؤدي الى اضمحلال ثقافته، وجعله يهتم بنواحٍ لا تخدم الثقافة في شيء. ما جدوى أن تقدم القناة الفضائية أغنية لو تأملت كلماتها لن تستخرج منها جملة مفيدة؟ ولكن الأغنية مصحوبة ببعض الحركات النسائية الفاضحة. معظم هذه البرامج عبارة عن جلسات أقل ما يقال فيها انها جلسات أشبه بجلسات المقاهي والأسواق. كيف نريد للشباب العربي أن ينهض ويعمل على تطوير مجتمعه ونحن بهذا الحال؟ الحل يكمن في الرجوع الى التعاليم الإسلامية. يجب علينا أن نربي طفلنا العربي تربية اسلامية منذ صغره. ان فعلنا ذلك فلن نخاف عليهم من شيء. الإيمان عندما يتغلغل في النفس يصير المسلم مصاناً من كل خطر ويبقى الإيمان سيد الموقف. ويجب تطوير المناهج الدراسية، وجعلها تواكب التطور العالمي، والاهتمام بالتعاليم الإسلامية بقدر أكبر، عندها ينشأ الشاب العربي منذ صغره وهو مزود أسلحة تجعله يتفاعل مع كل الظروف وفي كل وقت. ولن نستطيع فعل شيء الا بتضافر الجهود وتسخير كل الامكانات المتاحة في سبيل هذه الرسالة السامية. الرياض - صلاح الجيلاني البشير [email protected]