كشفت مجلة "سلوبودنا بوسنة" بوسنة الحرة الصادرة في ساراييفو امس، عن إجراءات رقابية وأمنية واسعة اتخذتها الأجهزة الأميركية في البوسنة، بعدما توافرت لديها معلومات من مصادرها داخل البلاد وخارجها، عن "تحركات للجماعات الإسلامية الأصولية في حض الشباب البوسني للانخراط في النشاطات الإرهابية الدولية". وأوضحت المجلة الأسبوعية التي تصدر منذ نحو 8 سنوات بتمويل من الأميركي الهنغاري الأصل اليهودي جورج سوروس، ان "عدداً كبيراً من الأصوليين جاؤوا الى البوسنة للمشاركة في تشييع الرئيس الراحل علي عزت بيغوفيتش، بالرحلات الجوية عبر ايطاليا وجمهوريتي سلوفينيا وكرواتيا، وبقي قسم منهم على اساس العمل ضمن البرامج الإنسانية والدينية لعدد من منظمات الإغاثة". وأضافت ان معلومات توافرت للأجهزة الأميركية، بأن مجموعتين غالبية افرادهما من الجزائريين والإيرانيين من هؤلاء الأصوليين الذين يشرف عليهم جزائري قريب من تنظيم القاعدة ليتولى إرسال المجاهدين الى الشيشان وتدخل البوسنة ضمن مناطق عمله، اتجهتا الى منطقتي توزلا شمال شرق وزينيتسا وسط حيث تنشط الحركات الإسلامية، وأشارت الى ان المجموعتين "اقامتا مراكز لكسب الشباب وتجنيدهم للجهاد في افغانستان والعراق او اي مكان آخر يختارونه هم في منطقة الشرق الأوسط". وطلبت الأجهزة الأميركية من القوات الدولية سفور تفتيش عدد من الأماكن حيث تم التحقيق مع المعتقلين "والحصول على معلومات مهمة في شأن نشاطات الإرهابيين في البوسنة ودول اخرى". وعلى اثر تلك المعلومات والإجراءات، قامت السلطات البوسنية بإغلاق مكاتب هيئة "فازير" الخيرية التي تتخذ من مدينة ترافنيك وسط البوسنة مقراً لها، وتجميد اموال مديرها البوسني صفوت دروغوتي "باعتبارها واجهة لمؤسسة ذات صلة بتنظيم القاعدة". كما قامت الأممالمتحدة بناء على طلب من الولاياتالمتحدة، بإضافة اسم "فازير" ودروغوتي الى لائحتها التي تهدف الى حرمان "المتطرفين" المشتبه بهم من الأموال والموارد الأخرى التي يحتاجون إليها لشن "الهجمات الإرهابية". ومن جهة اخرى، اشارت صحيفة "اوسلوبوجينيا" الصادرة في ساراييفو الى عدم ارتياح المسلمين البوسنيين الى الفوز الذي حققه الراديكاليون المتشددون في صربيا في الانتخابات البرلمانية. وأعربت الصحيفة عن املها، في ان تتوصل القوى الديموقراطية في صربيا الى اتفاق لتشكيل حكومة "تنقذ صربيا ومنطقة البلقان من اخطار جديدة يثيرها المتشددون الصرب".