افاد مصدر رسمي ان السفارتين الاميركية والبريطانية في سراييفو اعادتا فتح ابوابهما مجددا بعدما بقيت مغلقة خمسة ايام اثر تلقيهما تهديدات. وكانت السلطات الأمنية في البوسنة شنت حملة اعتقالات واسعة ضد المشتبه في أنهم "اصوليون ومتطرفون مسلمون" وشملت ما لا يقل عن خمسة من العرب بينهم جزائريان، في تهم تتعلق "بالتخطيط لعمليات ارهابية ضد المؤسسات ونقلت وكالة "فرانس برس" عن ديبلوماسي غربي "ان اعتقال هؤلاء الاشخاص الخمسة ادى الى تحسين الوضع الامني ولذلك فتحت السفارتان مجددا ابوابهما". واكد الجهاز الصحافي للسفارة الاميركية اعادة فتح السفارة على اساس "ان الوضع الامني شهد تحسنا كافيا"، لكنه رفض ربط ذلك باعتقال الاشخاص الخمسة. واشار الى ان السفارة البريطانية اعادت مجددا فتح ابوابها. واعلن رئيس الوزراء البوسني زلاتكو لاغومدزيا اول من امس اعتقال الاشخاص الخمسة الذين يشتبه في ارتكابهم اعمالا ارهابية في البوسنة - الهرسك. وجاءت الاعتقالات في اعقاب العثور على منشورات في ساراييفو ومدن بوسنية اخرى، مؤيدة لأسامة بن لادن ومنددة "بالعدوان الاميركي على مسلمي افغانستان"، وداعية الى "الجهاد ضد الكفار والمتعاونين معهم". اجراءات أمنية وفرضت السلطات البوسنية بالتعاون مع قوات حفظ السلام كفور التي يقودها حلف شمال الأطلسي اجراءات أمنية مشدة على مباني السفارات والمؤسسات الغربية، اضافة الى المنشآت الحكومية الرئيسية في كل أنحاء البوسنة - الهرسك. وازاء الاتهامات الموجهة الى زعماء مسلمين بارزين "بالتستر على المجاهدين والتواطؤ مع الارهابيين" انسحب الرئيس البوسني السابق علي عزت بيغوفيتش من الحياة السياسية، بعدما راجت معلومات عن صورة له مع بن لادن واتهامات لحزبه "العمل الديموقراطي الاسلامي" بالتعاون مع مؤسسات اسلامية "متهمة بالعلاقة مع الارهابيين" بينها "وكالة اغاثة العالم الثالث" برئاسة السوداني الفاتح علي حسنين الذي كان مستشاراً لبيغوفيتش خلال الحرب البوسنية. واضطر وزير الداخلية البوسني محمد بيشيتش الى الاستقالة إثر ما أعلنه رئيس الحكومة علي بهمان عن وجود حوالى 70 شخصاً مرتبطين بتنظيمات طالبان وبن لادن في البوسنة "ولم تتخذ وزارة الداخلية الاجراءات اللازمة تجاه هذه المعلومات". وقررت وزارة الخارجية الغاء غالبية جوازات السفر البوسنية التي جرى منحها قبل 15 تشرين الأول اكتوبر الجاري، ويشمل ذلك نحو 400 من المسلمين الأجانب المجاهدين الذين جاؤوا الى البوسنة خلال الحرب ولا يزالون فيها. واتهم رئيس حكومة صرب البوسنة السابق ميلوراد دوديك الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع جهات غربية بيغوفيتش "بالمسؤولية المباشرة لجرائم المجاهدين في البوسنة" وطالب بمثوله أمام محكمة لاهاي التي تحاكم ثلاثة من قادة جيش المسلمين "بتهمة التواطؤ مع المجاهدين".