حسم الناخبون الديموقراطيون المستقلون في ولاية نيوهامشير خيارهم لمصلحة المرشح جون كيري ليعطوا عضو مجلس الشيوخ من ولاية مساتشوستس نصره الكبير الثاني بعد فوزه في الاقتراع التمهيدي في ولاية ايوا قبل ثمانية ايام. وستفرض نتائج الاقتراعين نفسها على التوقعات بالنسبة إلى الانتخابات التمهيدية المتزامنة في سبع ولايات اخرى في الثالث من شباط فبراير المقبل، بإعطاء دفعة كبيرة لكيري الذي بات يبدو في شكل مضطرد المرشح الأقدر على مواجهة الرئيس جورج بوش الذي لا ينافسه احد من الحزب الجمهوري. وحصل كيري على 39 في المئة من الاصوات في مقابل 26 في المئة لدين و13 في المئة لويسلى كلارك، متقدماً بنقطة واحدة على عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كارولاينا الشمالية جون ادواردز. وحدث الانقلاب الكبير في نيوهامشير مساء الاثنين عندما اظهرت آخر الاستطلاعات ان الناخبين الديموقراطيين المترددين 13 في المئة قرروا منح اصواتهم لكيري بواقع اربعة من خمسة اصوات، ما اعطى الاخير دفعة كبيرة له في مواجهة دين الذي بدا وكأنه ينافسه على المرتبة الاولى قبل ايام من الاقتراع. وفيما حصل دين على دعم غالبية الناخبين الشباب 18-29 عاماً، وغير المتزوجين واليساريين، حصل كيري على غالبية اصوات السيدات وأعضاء اتحادات العمال والناخبين المسنين الذين تزيد اعمارهم عن 65 عاماً. وأظهرت النتائج ان الناخبين الديموقراطيين في الولاية أبدوا اهتماما اكبر بانتخاب مرشح "رئاسي" يبدو اكثر قدرة على اطاحة بوش منهم الى انتخاب مرشح يعارض بشدة الحرب على العراق، علماً أن كيري كان صوت في مجلس الشيوخ لمنح بوش صلاحية شن الحرب. وأثار الناخبون شكوكا متزايدة ازاء دين كلما اقترب موعد التصويت، تماما كما حدث في ايوا. إذ أن غضب الديموقراطيين من الادارة الجمهورية، والذي كان دين افضل من يعبر عنه، لم يعد كافياً. وبات الناخبون يتحولون الى المرشح الذي يبدو اكثر اتزانا وثباتا في مواقفه، متجاوزين بذلك حال الغضب "الذي لا يغير شيئاً". وتغلب عامل "الشخصية" على المواقف السياسية التي تقاربت بين المرشحين خلال الأسبوعين الأخيرين. وتمكن كيرى من بلورة مواقفه السياسية في شكل افضل، مركزاً على خلفيته كمحارب قديم في فيتنام، ومن أبرز الناشطين ضد تلك الحرب في الوقت نفسه. وخلافاً لكيري، لم يستفد ادواردز كثيراً من وصوله الى المرتبة الثانية في ولاية ايوا، نظراً إلى انه يعتبر وجهاً غير مألوف نسبياً في نيوهامشير التي لم يمض فيها وقتاً طويلاً، مقارنة مع الوقت الذي أمضاه فيها كل من كيري ودين. إلا ان حصوله على المرتبة الثالثة قد يؤهله للحصول على نتيجة متقدمة في ولاية ساوث كارولاينا التي يتحدر منها، مما سيبقيه ضمن المرشحين الثلاثة الأبرز في السباق الى البيت الابيض الى جانب كيري ودين. وعلى رغم أن كيري يعتبر تهديداً أكبر لفرص إعادة انتخاب بوش، إلا ان ادواردز الذي اعاد الى الاذهان شخصية الرئيس السابق بيل كلينتون، هو الذي يثير بعض المخاوف في البيت الابيض بسبب وسامته وشخصيته المتفائلة التي جذبت انتباه الناخبين غير المقتنعين بأي من المرشحين الآخرين. ولم يعرف ما إذا كان كلارك سيواصل السباق في حال عدم تحسن نتائجه في انتخابات الاسبوع المقبل في الولايات السبع، علماً أن الجناح الذي يقوده كلينتون داخل الحزب اعطاه دعمه، فيما دعم آل غور منافسه دين. وأظهرت الاستطلاعات ان الدعم الذي حصل عليه المرشحون من شخصيات سياسية لم يؤثر عليهم سلباً او ايجاباً بسبب تمسك الناخبين بآرائهم.