أجريت في ولاية آيوا امس، اول انتخابات تمهيدية لاختيار مرشح للحزب الديموقراطي الى الرئاسة الاميركية ينافس الرئيس الجمهوري جورج بوش في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وقبل ظهور نتائج انتخابات آيوا التي تشكل بداية لسلسلة انتخابات داخل الحزب الديموقراطي تجري في ولايات اخرى على مدى الاشهر الخمسة المقبلة، تصدر عضوا مجلس الشيوخ الاميركي جون كيري وجون إدواردز استطلاعات الرأي في الولاية. وشهدت آيوا أكثر سباق انتخابي سخونة منذ 15 عاماً، تراجع خلاله هاوارد دين 55 عاماً حاكم ولاية فيرمونت السابق، بعدما تصدر السباق لأشهر عدة. وحل دين في المرتبة الثالثة لجهة التأييد وجاء بعده عضو الكونغرس ديك غيبهارد 62 عاماً من ولاية ميسوري المجاورة. ويتوقع ان يستحوذ المحارب القديم في فيتنام والناشط السابق المعارض للحرب الفيتنامية كيري 60 عاماً على نسبة 26 في المئة من الاصوات، على ان يحصل إدواردز 50 عاماً على 23 في المئة. وكان مرشحان آخران هما الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك 59 عاماً وعضو مجلس الشيوخ جو ليبرمان 61 عاماً المرشح لمنصب نائب الرئيس في انتخابات عام 2000، فضلا الانسحاب من سباق ولاية آيوا للتركيز على الانتخابات التمهيدية التالية في ولاية نيوهامبشير في 27 الشهر الجاري. ولا يشكل الفوز في ولاية آيوا وهي أولى الولايات الخمسين التي يجري فيها الديموقراطيون انتخابات تمهيدية، ضماناً للفوز بترشيح الحزب. فكل من الرئيسين السابقين جورج بوش الاب وبيل كلينتون، خسر في آيوا، ولكنهما واصلا الفوز بترشيح حزبيهما لهما الى ان فازا بالرئاسة. وشارك ما لا يقل عن 100 ألف من أعضاء الحزب المسجلين في أعمال الفين مجمع انتخابي انعقدت في أنحاء الولاية امس. وتضم الولاية 530 ألف عضو مسجل في الحزب الديموقراطي. ولكن الانتخابات التمهيدية تجتذب عادة الاعضاء الذين يشاركون بفعالية في أنشطة الحزب أو على الاقل يتابعون السياسة عن كثب. ويذكر أن الانتخابات التمهيدية للديموقراطيين تستمر في كل ولاية أميركية على حدة الى الثامن من حزيران يونيو المقبل، وذلك قبل عقد المؤتمر العام للحزب في أواخر تموز يوليو حين يختار المشاركون فيه مرشح الحزب الى الانتخابات ضد الرئيس جورج بوش. ويتجسد نظام "المجمعات الانتخابية" وهو تقليد سياسي اميركي عفا عليه الزمن، عبر تجمعات صغيرة تجرى في المدارس والقاعات الرياضية والاماكن العامة. وهذا النظام لاختيار المندوبين اقل مباشرة من الانتخابات التمهيدية، لأن الناخبين المسجلين في كل من الحزبين ينتخبون ممثليهم اولاً على مستوى المناطق التي تختار المندوبين الى الدوائر والتي تختار بعد ذلك المندوبين الذين سيتم ارسالهم الى مؤتمر الحزب في الولاية. ويختار المؤتمر الاخير المندوبين الذين يشاركون في المؤتمر الكبير للحزب. بوش يعرض انجازاته الى ذلك، ينتهز بوش خطابه عن حال الاتحاد اليوم، ليؤكد النجاحات التي حققها ويعرض مواضيع حملته لاعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية. ويأتي الخطاب الذي يلقيه بدعوة من الكونغرس في هذا الموعد من كل عام، غداة انتخابات آيوا. ولا يخشى بوش اي مرشح يمكن ان يمنعه من الحصول على اصوات الجمهوريين كلها، خلافاً لوالده جورج بوش الذي هزم امام كلينتون في 1992. لكن المحللين السياسيين يرون ان التنافس سيكون على الدرجة نفسها من الشدة التي شهدتها انتخابات عام 2000، ولو كانت استطلاعات الرأي ترجح فوز الرئيس اياً كان خصمه الديموقراطي. ويركز بوش اليوم، على نجاحاته اكثر من خططه. فالاقتصاد الذي كان يقال انه نقطة الضعف في سياسته منذ اشهر، اصبح الآن احد مكاسبه. وهو اكد السبت الماضي ان "خفض الضرائب ساعد في تحسين اقتصادنا ... والنتائج واضحة: اقتصادنا يشهد اكبر نمو منذ عشرين عاماً". ويفترض ان يطلب بوش من الكونغرس تمديد خفض الضرائب الذي تم تبنيه في العامين 2001 و2002 وينتهي في نهاية العقد. ويؤكد ايضاً على اصلاح نظام الضمان الاجتماعي للمسنين ميديكير. لكن هذا لا يكفي لليبراليين في اليمين الاميركي الذين يريدون منه ان يعلن اصلاحاً لنظام التقاعد.