دعت مصادر لبنانية رسمية الى عدم الاستهانة بالانجاز الذي تحقق من خلال التوصل الى صفقة تبادل الأسرى اللبنانيينوالفلسطينيين والعرب وأحد الألمان ورفات الشهداء، بالأسرى الاسرائيليين. وركزت على أهمية اقرار اسرائيل بتسليم خرائط الألغام في الجنوب التابعة لجيشها ولجيش اللواء انطوان لحد المنحل، وهو أمر كان تعذر على الأممالمتحدة الحصول عليه على رغم مراجعاتها المتواصلة للقيادة الاسرائيلية بوجوب تسليم هذه الخرائط. وأضافت المصادر نفسها ل"الحياة": "حتى الولاياتالمتحدة كانت تعاملت بلامبالاة ازاء مسألة الخرائط على رغم قدرتها على الضغط على اسرائيل في هذا المجال. لكن "حزب الله" تمكن من تضمين الصفقة هذا الجانب. وإذا جاءت الخرائط ناقصة هذه المرة، فستكون لهذا الأمر تداعيات ليست لمصلحة اسرائيل". وأوضحت المصادر انه "يجب عدم الاستهانة أيضاً بإقرار اسرائيل مبدأ الافراج عن الأسرى الفلسطينيين ال400 وإعادتهم الى بيوتهم. ففي مراحل التفاوض التي سبقت التوصل الى الصفقة طرح الاسرائيليون فكرة ابعادهم الى خارج فلسطين فرفضت، ثم طرحت فكرة ابعادهم من الضفة الغربية الى غزة. وكان للحزب ما أراد، أي العودة الى بيوتهم". ولم تستبعد المصادر ان يزداد عدد الأسرى العرب الذين ستشملهم الصفقة بعد الاتصالات التي أجراها أهالي الأسرى السوريين في الجولان المحتل ب"حزب الله"، كما أجروا اتصالات مع أطراف عدة، منها الحزب التقدمي الاشتراكي ووزير الثقافة غازي العريضي الذي أبلغهم بأن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله أبدى اهتمامه بالأمر وبدأ اتصالاته مع الوسيط الألماني لاضافة اسماء الى لائحة الأسرى السوريين. وأكد العريضي ل"الحياة" ان مع متابعة رئيس حزبه وليد جنبلاط هذه القضية فإن الأخير حرص على تأييد ما قرره "حزب الله"، الذي أبلغه الاضطرار الى تأجيل الافراج عن عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار. وأكد العريضي ما أعلنه جنبلاط بأنه يغطي الصفقة، وان استثناء القنطار الذي سيكون قضية نصرالله المركزية في المرحلة الثانية من التبادل هو دليل "الى عدم صحة ما يسمى الخصوصية الدرزية وهذا ما بدأ يدركه دروز فلسطين الذين ندعوهم الى الامتناع عن التجنيد في الجيش الاسرائيلي". وقال: "اسرائيل تريد الخصوصية للعميل، فهي تصر على الافراج عن الجاسوس الدرزي المعتقل في مصر عزام عزام، وتستثني مناضلاً مثل القنطار". ووجهت لجنة "دعم الاسرى في الجولان" رسالة الى لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية، حيّت فيها "كل المقاومين المناضلين الذين يتصدون للارهاب الصهيوني والاميركي، وثمّنت عالياً النتائج التي توصل اليها السيد نصر الله اثناء مفاوضات تبادل الاسرى والمعتقلين"، وطالبته ب"التعامل مع اهل الجولان بالصفة التي تنطبق عليهم وبحسب جنسيتهم العربية السورية"، وناشدته "رفض اي طرح اسرائيلي ينتقص من انتمائنا العربي وفرض المنطق الصهيوني علينا، وعندما يقبل او يوافق اي من اخواننا على التعامل معنا وفق المنطق الاسرائيلي، فان ذلك يؤلمنا كثيراً". آراد ونصر الله وأوضح المسؤول الإعلامي في الحزب حسن عزالدين ان كلام السيد نصر الله عن ان الطيار الإسرائيلي رون آراد في لبنان "ورد في معرض شرحه لقضية آراد اذ نفى في شكل قاطع وجوده في ايران وسورية وأن البحث من الطبيعي ان يجري في لبنان لأن طائرته اسقطت في لبنان". ودعا بعض الإعلام الى "قراءة كلام نصر الله جيداً بعيداً من الفذلكات الإعلامية والتأويلات الخاطئة". وتابع الرئيس اللبناني اميل لحود الترتيبات التي تُوضع لاستقبال الأسرى الخميس في مطار بيروت حيث سيقام لهم استقبال رسمي وشعبي. وكان رئيس الحكومة رفيق الحريري اعتبر ان "الاتفاق يطوي صفحة مريرة"، مهنئاً "المقاومة اللبنانية على هذا الانجاز الوطني" وكل "من ساهم في التوصل الى هذا الانجاز خصوصاً الشقيقة سورية التي وقفت دوماً الى جانب لبنان" و"الجهود التي بذلتها ألمانيا للتوصل الى هذا الاتفاق". واعتبر وزير الخارجية جان عبيد تحرير الأسرى "انجازاً تاريخياً واستثنائياً حققته المقاومة والتضامن بين اللبنانيين والتفاهم بين الجيش والمقاومة وبقاء لبنان على ثوابته وحقه، والحكمة في ادارة المفاوضات". وتطلع وزير الاقتصاد مروان حمادة "في ثقة الى الجولة الثانية من المفاوضات لتحرير عميد الأسرى سمير القنطار". وقال رئيس "حركة التجدد الديموقراطي" النائب نسيب لحود ان "الاتفاق خطوة ايجابية ومتقدمة تستكمل انجاز التحرير"، املاً بأن "يليها قريباً جداً تحرير القنطار". وناشد النائب أحمد فتفت المقاومة وعلى رأسها السيد نصرالله "التمسك بقضية الاسير يحيى سكاف لمعرفة مصيره". وأكدت عائلة سكاف في بيان انه موجود في السجون الاسرائيلية. أبو العينين وقال مسؤول "فتح" في لبنان سلطان أبو العينين: "للأسف لم يطلب منا ان نقدم لوائح اسمية بالأسماء التي سيتم الافراج عنها وان هذه اللوائح لم يتم تقديمها من جانب "حزب الله" اثناء التفاوض، لأن اسرائيل رفضت قبول تحديد الأسماء"، معتبراً ان "تحرير الأسرى ال400 عائد الى المعايير الاسرائيلية دون سواها".