أعلن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله امس رسمياً الاتفاق على تبادل الأسرى مع اسرائيل وتفاصيله، فيما أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون حكومته ان "اسرائيل اتخذت قراراً سليماً وأخلاقياً في الموافقة على تبادل الأسرى مع حزب الله". ويأتي التأكيدان بعد أقل من يوم من اعلان الوسيط الألماني آرنست اورلاو عن التوصل الى الاتفاق. راجع ص7 وكان بارزاً في اعلان نصرالله كشفه ان الطيار الإسرائيلي المفقود رون آراد موجود في لبنان وليس في ايران كما كانت اوساط اسرائيلية تروج، وكذلك مسحة ال"أمل" بإطلاق المزيد من الأسرى في المستقبل. وقال نصرالله في مؤتمر صحافي عقده امس في الضاحية الجنوبية لبيروت، ان الاتفاق يتضمن مرحلتين، تنفذ الأولى يومي الخميس والجمعة من الأسبوع الجاري، فيتم الخميس تبادل الأسرى اللبنانيين والعرب المتفق عليهم 435 اسيراً بينهم 23 لبنانياً بالأسرى الإسرائيليين الأربعة العقيد الحنان تننباوم وثلاثة جنود تعتبرهم اسرائيل قتلى، وتصل الجمعة رفات 59 شهيداً لبنانياً وفلسطينياً عبر الحدود الجنوبية. اما في المرحلة الثانية التي وصفها بالمهمة جداً، والتي ستبدأ فور تنفيذ المرحلة الأولى، فستشكل لجان من الأطراف المعنية مهمتها البحث على جبهتين، عن الطيار رون اراد "بالاستفادة من كل الوسائل والتقنيات المتاحة ومن المعطيات المتوافرة التي يمكن التأسيس عليها للوصول الى نتيجة، كذلك البحث عن مصير الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الذين فقدوا في لبنان أثناء الاجتياح الإسرائيلي عام 1982". ورداً على عدم شمول الصفقة اسم عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار الذي كان رفض اسرائيل اطلاقه السبب في تعثر عملية المبادلة قبل ثلاثة شهور، اكد نصرالله اكثر من مرة خلال مؤتمره ان قضيته ستأخذ طريق الحل خلال شهرين او ثلاثة، وبدا واثقاً ومطمئناً عائلة الأسير عبر الإصرار على تأكيد التزام الحزب إطلاقه. وأوضح نصرالله ان المفرج عنهم من الأسرى العرب هم كل من تم الحصول على اسمائهم طالباً إمداد الحزب بأسماء غيرهم اذا كان هناك من معتقلين آخرين ليتم طرح اسمائهم في المرحلة الثانية، التي ستكون مهمة خصوصاً للفلسطينيين. وبدا لافتاً قول نصرالله ان "معالجة ايجابية لحال رون اراد، كما ورد في الاتفاق ستفتح باباً امام اطلاق سراح معتقلين فلسطينيين وعرب بمن فيهم اصحاب الملفات الصعبة والمستعصية والعالقة التي ستتم معالجتها في اطار المرحلة الثانية والتي نعتقد ان نتائجها ستكون اهم بكثير من المرحلة الأولى من دون شك". ما اعتبره البعض اشارة معبرة الى طبيعة المرحلة المقبلة من المفاوضات. في الجانب الإسرائيلي نسبت اذاعة الجيش الى شارون قوله امام مجلس الوزراء ان قرار الموافقة على تبادل الأسرى كان صعباً. وقال شارون الذي تحدث عن اعادة العقيد تننباوم ورفات ثلاثة جنود: "اثبتت اسرائيل انها تعمل وفقاً لمبدأ مهم وهو اعادة ابنائها الى وطنهم". وفيما اجمعت الصحف الإسرائيلية على اعتبار العملية انجازاً لنصر الله و"حزب الله" قال شارون ان اسرائيل لن تفرج عن القنطار قبل ان تتلقى معلومات وأدلة مادية مؤكدة تلقي الضوء على مصير اراد، ما يعني تراجعاً عن موقفه السابق الرافض بأي شكل اطلاق القنطار "الملوثة يداه بدماء الإسرائيليين". وفي السياق نفسه قال وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز ان اسرائيل أقرب من أي وقت مضى الى احتمال الحصول على معلومات حقيقية وموثوقة عن الطيار رون آراد. وأكد ان صفقة التبادل تربط مصير آراد بالمراحل المقبلة، معتبراً ان الصفقة هي أفضل الممكن في الظروف القائمة، وأن القرار كان صعباً لكنه كان صائباً. اما رئيس الطاقم الإسرائيلي المفاوض الميجر جنرال احتياط ايلان بيران فاعتبر ان إعادة آراد تتطلب مفاوضات منفردة ودفع اسرائيل ثمناً اضافياً. في الجانب الفلسطيني اعتبر نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات ان اطلاق الأسرى يعتبر انجازاً مهماً، مشيراً الى عدم استشارة الجانب الفلسطيني في الأمر. ورحب وزير شؤون الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين هشام عبدالرزاق بالعملية متطلعاً الى الإفراج عن جميع الأسرى. ورحبت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بالصفقة واعتبرتاها انجازاً يؤكد ان خيار المقاومة واقعي وعملي لتحرير الأرض والإنسان.