صعدت عائلة الطيار الاسرائيلي المفقود منذ العام 1986، رون اراد احتجاجها على صفقة تبادل الأسرى المتوقع ابرامها بين اسرائيل و"حزب الله" على نحو يهدد بإجهاضها، حين لجأت الى محكمة اسرائيلية بهدف منع اطلاق سراح الحاج مصطفى الديراني الذي تحمله مسؤولية اختفاء ابنها. وزاد عدد الأصوات المطالبة رئيس الحكومة ارييل شارون بعدم إبرام الصفقة من دون الحصول على معلومات حول مصير اراد، ما حدا بشارون الى الاعلان عن نيته إخضاع الاتفاق لدى إبرامه للتصديق في الحكومة بكامل هيئتها، مضيفاً ان الصفقة لن تشمل اطلاق أمين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي. وتقدمت عائلة اراد بدعوى قضائية وطالبت الديراني بتعويضات بمبلغ مئة مليون شيكل 22 مليون دولار والحجز على تعويضات قد يحصل عليها من الحكومة الاسرائيلية جراء معاناته في السجون الاسرائيلية. وتزعم العائلة ان الديراني تسبب للعائلة بأضرار خطيرة بعدما احتجز رون في الأيام الأولى من أسره وقام بتعذيبه ومنع عنه الأكل والشرب ثم باعه مقابل المال ل"الحرس الثوري الايراني. وتعترف العائلة ان وراء تقديم الدعوى محاولة لمنع اطلاق الديراني الذي خطفته اسرائيل من منزله عام 1994 ليشكل والشيخ عبدالكريم عبيد الذي خطفته ايضاً في العام 1989 "ورقتي مساومة" من أجل مقايضتهما بالملاح رون اراد. وقال شقيق الملاح انه إذا كان ممكناً ابرام صفقة تبادل أسرى من دون رون يمكن ابرامها من دون الديراني ايضاً. لكن رئيس الحكومة الاسرائيلية اعلن ان اعتقال الديراني وعبيد لم يفد بشيء ولم يحقق أي تقدم في مسألة رون اراد، مضيفاً ان في حوزة اسرائيل مزيداً من الأمور النفيسة التي تهم مصالح ايران و"حزب الله" وقال: "لدينا أوراق مساومة أخرى كما لدى دول أخرى تتعاون معنا"، رافضاً الافصاح عن ماهيتها. وأقر شارون، في حديث مع صحيفة "معاريف" تنشر نصه الكامل غداً، بأن اتفاق تبادل الأسرى بات قريباً أكثر من أي وقت مضى "لكنه ما زال بعيداً عن الصيغة النهائية"، مضيفاً ان المسألة معقدة والقرار صعب "أخلاقياً" ما يحتم اتخاذ قرار جماعي في الحكومة. وقال انه يرفض أن يكون اطلاق مروان البرغوثي شرطاً لإتمام الصفقة "فهو مسؤول عن أعمال قتل وينبغي سجنه". وزاد ان اسرائيل تعلم ان الأسير الحنان تننباوم ما زال على قيد الحياة "ولست متأكداً من أنه سيبقى حياً إذا ما تركناه في سجن حزب الله"، مضيفاً ان معلومات أكيدة متوافرة لدى اجهزة الأمن الاسرائيلية حول وفاة الجنود الثلاثة الذين وقعوا في أسر "حزب الله" قبل ثلاثة أعوام "لكننا سنطلب فحص الحامض النووي دي ان ايه للجنود الثلاثة في حال إعادة رفاتهم". الديبلوماسيون الايرانيون الأربعة ورداً على سؤال عن مدى ثقته بتعهد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ببذل كل جهده للكشف عن اراد، قال شارون انه سيختبر الأقوال بالأفعال، نافياً توافر معلومات عن مصير الديبلوماسيين الايرانيين الأربعة الذين اختفت آثارهم عام 1986 في بيروت: "ماذا تريد منا ايران... ان نشرح لها كيف قتل ايلي حبيقة الأربعة، شنقاً أو خنقاً؟ انها قضية لبنانية داخلية". ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن وزراء لم تذكر اسماءهم تحفظهم حيال استثناء رون اراد من الصفقة وموافقة اسرائيل على اطلاق أسرى فلسطينيين "ما من شأنه ان يعزز مكانة نصرالله ويصوره في عيون الفلسطينيين كحامي حماهم". وكشفت "يديعوت احرونوت" ان قائد سلاح الجو دان حالوتس بعث برسالة الى رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال موشيه يعالون ضمنها معارضته الشديدة لإبرام صفقة لا يكون اراد جزءاً منها. وقال انه طالما لم يثبت ان اراد ليس في عداد الاحياء فينبغي الافتراض انه حي واستنفاد جميع الفرص من أجل اعادته الى بيته أو الحصول على معلومات عنه.