ينتظر عشاق كرة القدم ذات المستوى الرفيع بلهفة اليوم، انطلاق نهائيات كأس الأمم الافريقية الرابعة والعشرين التي تستضيفها تونس حتى 14 شباط فبراير المقبل في ست مدن هي تونس العاصمة وبنزرت ورادس والمنستير وصفاقص وسوسة. ويشارك في المنافسات 16 منتخباً من بينها أربعة منتخبات عربية لمصر والمغرب والجزائر وتونس، الى جانب الكاميرونوالسنغال وجنوب افريقيا ونيجيريا وكينيا وبوركينا فاسو ومالي وجمهورية الكونغو الديموقراطية وغينيا ورواندا وزيمبابويوبنين. وتحظى كأس الأمم الأفريقية، التي تقام مرة كل عامين باهتمام كبير جداً من عشاق اللعبة، وفي مقدمهم الأوروبيون، بفضل المستويات الرائعة التي يقدمها المحترفون الأفارقة ضمن صفوف أنديتهم الشهيرة... وهم دائماً ما يزيدون تألقاً من خلال هذه المناسبة تحديداً، أملاً في رفع اسعارهم وانتقالهم الى أندية أكثر شهرة. ولعل أبرز ما يعكر صفو متابعي هذه البطولة، المنقولة مباشرة على القناة الخامسة الفرنسية، هذه المرة بالنسبة الى العرب تحديداً، هو احتكار شبكة راديو وتلفزيون العرب نقل المنافسات و"حواشيها"، ورفضها السماح حتى للقنوات المحلية الأرضية ببث مباريات منتخباتها على الهواء مباشرة ما يحرم السواد الأعظم من الجمهور متابعة هذا الحدث القاري المهم. وبنظرة سريعة على المجموعات الأربع التي تشملها المنافسات، يتضح أن تونس وقعت في مجموعة سهلة مع الكونغو وغينيا ورواندا ما يمنحها فرصة كبيرة لتحقيق مسيرة ناجحة خصوصاً في الدور الأول. لكن عليها أن تتذكر ما تعرضت له حين استضافت البطولة ذاتها في عام 1994 عندما خرجت من الدور الأول، على رغم تواضع مستويات المنتخبات التي لعبت معها. وستشهد المجموعة الثانية التي تضم السنغال ومالي وكينيا وبوركينا فاسو صراعاً محموماً على نيل البطاقة الثانية، لأن من المفترض أن تحظى السنغال بالأولى بسهولة. ولم تُغيب القرعة لقاء الأشقاء "الحساس" بين مصر والجزائر، إذ أوقعتهما معاً في المجموعة الثالثة ومع منافس ثالث لا يرحم هو منتخب الكاميرون حامل اللقب وثاني كأس القارات الأخيرة وقاهر الأرجنتين والبرازيل، ومعهم زيمبابوي... ولمصر ذكرى سيئة جداً مع الأخيرة لأنها أخرجتها من تصفيات كأس العالم 1994. أما المغرب، فستكون مهمتها صعبة للغاية في المجموعة الرابعة، إذ عليها أن تواجه منتخبين كبيرين هما نيجيريا وجنوب أفريقيا قبل أن تلتقي مع بنين. من جانبه، أكد رئيس اللجنة العليا المنظمة للبطولة سليم شيبوب ان حسن التنظيم في هذه الدورة، تحديداً، سيعزز من حظوظ الملف التونسي - الليبي المشترك لتنظيم نهائيات كأس العالم المقررة في عام 2010 للمرة الأولى في افريقيا "بإمكاننا ان نبرهن ان تونس وليبيا قادرتان على تنظيم المونديال من خلال نجاحنا في إخراج هذا الحدث القاري الكبير في ابهى حلة له". وكان شيبوب أُنتخب أول من أمس عضواً في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي، وهي الجهة المخول أعضاؤها ال24 التصويت لاختيار الدولة المنظمة للمونديال ما رفع من اسهم بلاده في التنافس على نيل هذا الشرف. وتتنافس ليبيا وتونس بملفهما المشترك مع كل من المغرب ومصر وجنوب افريقيا لاستضافة مونديال 2010، وسيعلن الاتحاد الدولي قراره باختيار الدولة المضيفة في 15 ايار مايو المقبل في باريس.