دمشق، نيقوسيا، لندن - «الحياة»، أ ف ب - وسعت قوات الجيش السوري عملياتها امس على محاور عدة في محاولات حثيثة لإنهاء حركة الاحتجاجات في البلاد التي باتت اكثر خطورة مع تصاعد انشقاقات جنود من الجيش. وأفاد حقوقيون وناشطون بأن قوات الامن واصلت انتشارها وأقامت المزيد من الحواجز الامنية في ادلب وعلى الحدود مع تركيا وفي حمص والقصير والرستن ودرعا وريف دمشق وحماة. ويأتي ذلك فيما تواصل اغتيال شخصيات سورية، فقد اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ووكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان مجهولين اغتالوا امس العميد الركن نائل الدخيل من كلية الكيمياء في حمص ومعاون عميد كلية الهندسة في جامعة البعث في حمص علي عقيل. وفيما افاد المرصد السوري العثور على جثتين مجهولتي الهوية في نهر العاصي في حمص امس، تحدثت لجان التنسيق المحلية في حماة عن مقتل 6 امس بينهم 4 من منطقة حلفايا في حماة. وقال ناشطون إن الجيش السوري انتشر في القصير في محافظة حمص بوسط البلاد وفي بلدات عدة في محافظة ادلب قرب الحدود مع تركيا. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن «التوتر شديد في محافظة حمص. والجيش انتشر في بلدات في منطقة القصير، جنوب حمص، حيث تم انتشال جثتين مجهولتي الهوية من نهر العاصي». وأضاف المصدر نفسه ان «جثثاً مشوهة نقلت الى مستشفى مدينة القصير» التي شهدت يوم السبت عمليات عسكرية قتل خلالها 12 مدنياً واعتبر 15 في عداد المفقودين. وتابع المرصد السوري انه في شمال حمص «انتشرت الحواجز الامنية بكثافة شديدة على الطرق المؤدية للرستن والهدوء الحذر يخيم على المنطقة الآن اثر اطلاق نار كثيف وقصف بالرشاشات الثقيلة استمر لمدة نصف ساعة في محيط مدينة الرستن» صباح امس. وفي محافظة ادلب، شمال غربي البلاد «اقتحمت قوات عسكرية وامنية قرى كفرعميم والريان والشيخ ادريس الواقعة شرق مدينة سراقب ونفذت حملة مداهمات واعتقالات واسعة ونصبت الحواجز على الطرق وأسفرت الحملة حتى الآن عن اعتقال 17 شخصاً». وفي مدينة حماة شمال البلاد على بعد 210 كيلومترات شمال دمشق «قضى مدني وأصيب ثلاثة بالرصاص على طريق محردة - حلفايا» ليلة اول من امس. وفي الجنوب، في داعل بمحافظة درعا «سجل اطلاق نار كثيف طوال الليل بعد احراق مبنى المجلس البلدي». ونظمت تظاهرات طالبية في قرى عدة في المحافظة. وأفادت المصادر بأن جهازاًَ امنياً سورياً في داعل اعتقل ليلة اول من امس 10 طلاب في مرحلة التعليم الثانوي بينهم فتاة في الصف الاول الثانوي وقال المرصد السوري لحقوق الانسان انه «لا يزال مصيرهم مجهولاً حتى الآن». وأفادت لجان التنسيق المحلية التي تمثل حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد في الداخل عن اصابة خمسة اشخاص بجروح احدهم في حال حرجة في داعل اثر اطلاق نار كثيف واقتحام الجيش البلدة ليلة اول من امس. اما في مدينة الصنمين بدرعا، فقد توغلت ناقلات مدرعات عسكرية سورية داخل المدينة، كما قال ناشطون بثوا صوراً لها على شبكة الإنترنت. وفي درعا ايضاً ذكرت لجان التنسيق ان الدبابات انسحبت من وسط بلدة نمر الى الحواجز المحيطة بها مع ابقائها ثلاثة حواجز داخل البلدة. وفي دمشق أفادت لجان التنسيق عن اطلاق نار كثيف في حي القابون لاسباب مجهولة، فيما اقتحمت قوات الجيش والامن بلدة كناكر بريف دمشق ترافقها حافلات شبيحة وقطعت الاتصالات بشكل تام عن البلدة. من ناحيتها افادت الوكالة الرسمية للانباء (سانا) ان العميد الركن نائل الدخيل من كلية الكيمياء اغتيل بنيران «مجموعة ارهابية مسلحة على دوار فيروزة» في مدينة حمص وهو عائد من عمله إلى منزله. كما أشارت إلى اغتيال الدكتور محمد علي عقيل من كلية هندسة العمارة بحمص وذلك بإطلاق الرصاص عليه في «دوار المهندسين» بالغوطة وضربه بآلة حادة. وأفادت (سانا) بأن مجموعة اقدمت على اختطاف اثنين من آل الشمقة في حي البياضة في حمص إلى جهة مجهولة، إضافة إلى محاولة اختطاف مروان مرعي رئيس لجنة لجان الإحياء بحمص الذي أصيب بطلق ناري في الفخذ أثناء محاولة اختطافه. كما افادت (سانا) بأن «الجهات المختصة» ضبطت امس في شارع الزير في حي الخالدية في حمص وسط البلاد سيارة «محملة بكميات من الاسلحة بينها اسلحة اسرائيلية». وأضافت الوكالة الرسمية ان السيارة تضمنت ايضاً «عبوات ناسفة وذخائر وبدلات عسكرية مسروقة». ونقلت عن مصدر عسكري قوله: «أثناء تفتيش السيارة عثر بداخلها على رشاش آلي إسرائيلي الصنع و6 قنابل يدوية هجومية ودفاعية بينها قنبلة إسرائيلية الصنع ومجموعة من العبوات الناسفة اثنتان منها مجهزتان للتفجير من بعد تزن إحداهما 5 كلغ والثانية 5.3 كلغ إضافة إلى أربع عبوات ناسفة تزن كل منها 2 كلغ». وزاد المصدر: «عثر بداخل السيارة أيضاً على أجهزة اتصال حديثة ومجموعة من الأسلحة الحربية الآلية وكمية كبيرة من الذخيرة والمخازن، إضافة إلى بدلات عسكرية مسروقة يستخدمها المسلحون لارتكاب أفعال إجرامية واتهام الجيش بها وتصويرها على شكل مقاطع فيديو وإرسالها للمحطات الفضائية المتعاونة معهم». ولفت المصدر إلى أن «متابعة المجموعات الإرهابية المسلحة في حمص أسفرت عن إلقاء القبض على مجموعة من المطلوبين ولا تزال التحقيقات جارية للكشف عن عناصر أخرى متوارية». وأضافت الوكالة انه تم تشييع اربعة عسكريين وعناصر امنيين وطبيب قتلوا في حمص. ويتهم النظام السوري «مجموعات مسلحة» بقتل العسكريين والمدنيين لاشاعة حال من الفوضى في البلاد. الى ذلك، اشارت «سانا» الى ان «الجهات المختصة ضبطت صباح امس كمية من الأسلحة والذخائر والعتاد العسكري كانت موضوعة في براميل بلاستيكية وخزان ماء معدني في حديقة أحد المنازل وسط بلدة نصيب الواقعة على الحدود الأردنية السورية في محافظة درعا» في جنوب البلاد، مشيرة الى ان الاسلحة المضبوطة تضم «25 بارودة حربية من نوع بومب آكشن ونحو 10 آلاف طلقة مسدس متنوعة العيارات إضافة إلى بزات وجعب عسكرية وأجهزة الكترونية وأجهزة تحكم من بعد لاسلكية وأجهزة تفخيخ متفجرات». وزادت «سانا» ان وحدات الهندسة عثرت امس على عبوة ناسفة بالقرب من دوار البانوراما المحاذي للمدينة الرياضية بالقرب من جامعة درعا حيث يتواجد مئات الأشخاص يومياً، وان «العبوة على شكل غطاء ريكار مستطيلة الشكل تزن 15 كيلوغراماً وهي قادرة على قتل أكثر من 300 شخص وفيها 3 صواعق تعمل بالتحكم من بعد بواسطة جهاز مثبت على دراجة نارية».