تسبّب اضراب عمال السكك الحديد في فرنسا، أمس الأربعاء، في تأخير وارباك حركة السفر في شبكة القطارات، لتتصاعد بذلك موجة اضرابات تجتاح فرنسا بهدف الضغط على الحكومة لتحسين الأجور وظروف العمل، ودفعها الى الاستجابة لمطالبهم في شأن الاصلاحات. ويأتي الاضراب، الذي دعت إليه نقابات العمال في هيئة سكك الحديد لمدة 24 ساعة، وأجبرها على إلغاء الحجوزات في عدد كبير من القطارات المسافرة بين باريس ومدن فرنسية اخرى، بعد يوم واحد من اضراب لعمال الكهرباء خفّضوا خلاله انتاجهم احتجاجاً على خطة لاصلاح مرفق الكهرباء. ومن المقرر ان يعقب ذلك اضراب آخر اليوم الخميس يتوقف فيه اعضاء نقابات الأطباء والخدمات الصحية عن العمل لمدة 24 ساعة احتجاجاً على ظروف العمل والنقص في عدد العاملين في قطاع الصحة. ويُنظَر الى هذه الاضرابات باعتبارها تحذيراً أكثر منها منغصاً حقيقياً لحكومة رئيس الوزراء جان بيار رافاران، على حد قول المحللين السياسيين. ويتابع رافاران عن كثب مشاعر الناخبين قبل شهرين من انتخابات محلية مقررة في آذار مارس يُمكن ان تصبح بمثابة استفتاء على اداء حكومته. وأدى توقف رحلات القطارات أمس الى امتناع بعض المقيمين في ضواحي العاصمة عن الذهاب الى أعمالهم، بدلاً من المجازفة بساعات انتظار طويلة امام عدد محدود من القطارات التي تواصل عملها، في حين استقل آخرون سياراتهم الى مشارف باريس ثم توجهوا الى أعمالهم بالمترو او بالباصات العامة التي لم تشارك في الاضراب. وذكرت هيئة سكك الحديد إس إن سي إف ان خط القطار "يورو ستار" لم يتأثر بالاضراب. ويُطالب عمال هيئة السكك المملوكة للدولة والتي تشغّل 180 الف شخص، بزيادة الأجور بنسبة ستة في المئة. وقد أغضبهم اعتزام الهيئة تسريح 3500 عامل السنة الجارية.