بروكسيل - رويترز - أدى إضراب مدته 24 ساعة نظمته نقابات السكك الحديد الرئيسة في بلجيكا الى توقف الخدمات في البلاد امس، بما في ذلك قطارا «يوروستار» و «تاليس» السريعان من الدول المجاورة وإليها. ودعت نقابة «أي سي أو دي» الاشتراكية الى بدء الإضراب اعتباراً من العاشرة مساء الأحد، احتجاجاً على بنود عقود جديدة للموظفين في وحدة نقل البضائع في شركة «اس ان سي بي/ إن إم بي إس» للسكك الحديد. ولم يضرب عمال من النقابات الرئيسة الأخرى عن العمل. وقال فريدريك بيتي الناطق باسم شركة «اينفرابل» لتشغيل القطارات إن كل المحطات في بروكسيل أغلقت وأضاف أنه لا توجد قطارات في منطقة والونايا الجنوبية. ومضى يقول: «هناك خدمة إقليمية محدودة جداً في أجزاء من فلاندرز». ويستخدم ما بين 400 و500 ألف شخص شبكة السكك الحديد البلجيكية يومياً. وسبب الإضراب اختناقات شديدة على الطرق السريعة. وأعلنت هيئة «بي-موبايل» المعنية بالمعلومات المرورية إن هناك اختناقات طولها 350 كليومتراً على الطرق السريعة في بلجيكا، في مقابل الاختناقات المعتادة التي تمتد على طول يراوح بين 200 و250 كيلومتراً. وعلى رغم انتهاء الإضراب امس، فإن بطء استئناف الخدمات يعني أن من المرجح حدوث تعطل خلال ساعة الذروة اليوم. وسيرت «يوروستار» رحلات محدودة لقطاراتها الفائقة السرعة من لندن الى مدينة ليل الفرنسية قرب الحدود البلجيكية حيث نقلت حافلات الركاب من بروكسيل واليها. ومن المقرر أن يقوم قطار ليلي بالرحلة كاملة. ولم تتحرك قطارات «تاليس» التي تربط بلجيكا بفرنسا وألمانيا وهولندا ويتوقع استئناف 90 في المئة من الخدمة اليوم. ويأتي الاضراب في ظل ازمة سياسية في بلجيكا التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، وذلك بسبب فشل الاحزاب في الاتفاق على تشكيل حكومة اتحادية. ورفض الفرنكوفونيون عرض تسوية لإصلاح البلاد قدمه الانفصاليون الفلامنكيون على انه عرض الفرصة الاخيرة. وقام زعيم الانفصاليين الفلامنكيين بارت دي فيفر المكلف من الملك ألبير الثاني البحث عن مخرج للوضع يسمح بتشكيل حكومة، الامر الذي ما زال متعذراً منذ الانتخابات في 13 حزيران (يونيو) الماضي. وقدم دي فيفر عرضاً الى الاحزاب الفرنكوفونية والناطقة بالهولندية. غير ان الاحزاب الفرنكوفونية سارعت الى رفض العرض على الفور معتبرة انه شديد الانحياز الى المطالب الفلامنكية، ما اثار مخاوف بالنسبة الى مستقبل البلاد.