اخطأت توقعات الخبراء والاعلاميين، وصدقت الاستطلاعات التي توقعت فوز عضو مجلس الشيوخ جون كيري 60 عاماً الذي تصدر المرشحين الديموقراطيين في اقتراع ولاية ايوا ليل أول من أمس بنسبة 38 في المئة، فيما صعد زميله من ولاية ساوث كارولاينا جون ادواردز 50 عاماً الى المرتبة الثانية بنسبة 33 في المئة. وجاء حاكم ولاية فيرمونت، المرشح "الغاضب" هاورد دين، في المرتبة الثالثة بنسبة 18 في المئة من أصوات المندوبين الذين تم اختيارهم في 1993 مجمعاً انتخابياً في الولاية. وجاءت النتيجة بمثابة صدمة بالنسبة لدين، الذي كان يتصدر الاستطلاعات منذ اشهر عدة الى ان اعلن عن اعتقال صدام حسين الشهر الماضي. ولوحظ ان حظوظ دين، الذي بنى سمعته على معارضته الشديدة للحرب على العراق، بدأت تتراجع منذ منتصف الشهر الماضي اثر اعتقال صدام. ولم يساعد المرشح الأفضل تنظيماً وتمويلاً بين منافسيه الثمانية انه صرح في حينه بأن اعتقال صدام حسين لن يغير شيئاً. كما صرح بأن اسامة بن لادن "يستحق محاكمة عادلة"، ما أثار حفيظة كثير من مؤيديه، وفتح الباب لحملة انتقادات شنتها عليه وسائل الاعلام، فضلاً عن الاتهامات التي اطلقها ضده منافسوه الذين وصفوه بالتقلب في المواقف والعدائية غير المبررة، والتي اظهرته غير مؤهل لشغل منصب الرئيس. واعقب فوز كيري، خريج جامعة ييل المرموقة وحامل اوسمة البطولة في حرب فيتنام، اعلانه بدء الحملة لإطاحة الرئيس جورج بوش، الذي أمضى اليومين الماضيين يتمرن على إلقاء خطاب الاتحاد الذي سيستمع اليه الكونغرس مساء الثلثاء الأربعاء بتوقيت الشرق الأوسط. وقال كيري موجهاً كلامه لإدارة بوش وسط حشد من مؤيديه المبتهجين: "نحن قادمون، وانتم راحلون... فانتبهوا ألا يصفعكم الباب وأنتم تغادرون". ووصف ادواردز نتيجة الاقتراع في ايوا بأنها "بداية النهاية" للإدارة الجمهورية، التي اتفق مع كيري على انها تعمل في خدمة المصالح الخاصة بدلاً من الاميركيين العاديين. ولم يكن ادواردز نفسه توقع مثل هذه النتيجة التي اعادت انتاجه مرشحاً محتملاً للرئاسة بعدما كاد المراقبون ان يعلنوا نهايته السياسية الاسبوع الماضي. وأعلن عضو الكونغرس ريتشارد غيبهارت، الذي حصل على نسبة 11 في المئة من الأصوات، عزمه على الخروح من سباق الترشيح بسبب نتيجته الهزيلة. وكان غيبهارت فاز في ولاية ايوا في العام 1988 في سياق الانتخابات الأولية، على رغم انه لم يحصل لاحقاً على ترشيح الحزب. ولم يسعف غيبهارت ان اتحادات العمال في الولاية أعلنت تأييدها فيما ذهبت غالبية اصواتها للمرشح كيري، الذي حصل ايضاً على غالبية اصوات المتقاعدين العسكريين والشباب الباحثين عن بديل من دين الذي خيب آمالهم في الايام الاخيرة بسبب عصبيته وافتقاره الى الاتزان. الا ان دين لم يظهر اي خيبة امل بسبب النتائج المفاجئة، مؤكداً لمؤيديه انه سيواصل المعركة في ولاية نيوهامشاير في 27 الجاري حيث ما زال يتصدر استطلاعات الرأي، ومنها الى بقية الولايات في الاتحاد، واعداً اياهم بحتمية الوصول الى البيت الابيض. وفيما لم يتمكن آل شاربتون، وهو المرشح الوحيد من اصول افريقية، ودينيس كوسينيتش، المرشح من اصول آسيوية، من تحقيق نتيجة تذكر واحد في المئة او اقل، واصل كل من المرشح ويسلي كلارك وجو ليبرمان حملتيهما الانتخابية في نيوهامشاير بعدما قررا عدم التنافس في أيوا. وانضم اليهما أمس كيري وادواردز ودين، ما يتوقع ان يجعل المعركة الانتخابية في نيوهامشاير في غاية السخونة. وتظهر الاستطلاعات في الولاية استمرار تقدم دين يليه كلارك وكيري وليبرمان. الا ان نتائج الاقتراع في ايوا يمكن ان تغيّر ملامح الصورة في الايام القليلة المقبلة. وفي المناخ الانتخابي المتزايد السخونة، كشف تقرير امس، ان المرشح الديموقراطي للرئاسة الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك جنى اكثر من 500 الف دولار في مقابل توصيته بشركة "اكسيوم كورب" الامنية لدى مسؤولين في الادارة الاميركية من بينهم الجمهوريان دك تشيني نائب الرئيس الحالي ووزير المواصلات نورمان مينيتا، ما يضعه في موقف حرج غداة انطلاق المؤتمر الديموقراطي لاختيار مرشح للانتخابات الرئاسية. ونشرت صحيفة "لوس انجليس تايمز" امس، ان كلارك اتصل بالاستخبارات المركزية سي آي أي ومكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي ووكالة الاستخبارات الدفاعية، بغرض ارساء عقد تطوير برنامج "كابس 2" للتفتيش بالاشعة، على الشركة.