أعلن في موسكو امس، ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول سيصل الى العاصمة الروسية مطلع الاسبوع المقبل، لاجراء محادثات تتناول عدداً من الملفات الاقليمية والدولية، فيما قالت مصادر اميركية ان اهتماماً خاصاً سينصب خلال الزيارة على الاوضاع في جورجيا. وذكرت الخارجية الروسية ان باول سيلتقي نظيره الروسي ايغور ايفانوف. الذي استبق الزيارة بالاعلان امس، عن ضرورة "تجاوز الاختلافات وجهات النظر" بين موسكووواشنطن في الكثير من الملفات. لكن مصدراً ديبلوماسياً روسياً رفيع المستوى ذكر ل"الحياة" ان مناقشات الجانبين ستواجه ملفات خلافية عدة ، وعلى رأسها الوضع في العراق والتهديدات الاميركية لدول تتهمها واشنطن بدعم الارهاب ومن بينها سورية، اضافة الى اعلان واشنطن نيتها اعادة نشر قواعدها العسكرية في اوروبا وهو ما تعارضه موسكو في شدة، خصوصاً ان اعادة الانتشار تشتمل على انشاء قواعد عسكرية في دول اوروبية شرقية مثل بولندا. وأشار المصدر الى ان جورجيا ستكون نقطة خلاف رئيسية خلال محادثات موسكو، خصوصاً ان السفارة الاميركية في روسيا كانت ذكرت ان باول ينوي التركيز على هذا الملف. وتطالب واشنطن الروس بسحب قواعدهم العسكرية من جورجيا. من جهة أخرى، اعلن في موسكو ان نائب وزير الخارجية جون بولتون الذي يتولى ملف اسلحة الدمار الشامل، سيصل الى العاصمة الروسية مباشرة بعد باول، لاجراء محادثات حول قضايا منع الانتشار. وقالت مصادر السفارة الاميركية في موسكو ان مناقشات بولتون ستتركز على "مبادرة الرئيس الاميركي جورج بوش" الموجهة نحو اتخاذ اجراءات مشتركة لتعقب محاولات نشر معدات او مواد تساعد في الحصول على الاسلحة المحرمة دولياً. وكان بوش طرح مبادرته خلال اجتماع الدول الصناعية قبل اشهر وانضمت اليها عشر دول اوروبية واليابان. لكن روسيا تحفظت عليها. وتنص المبادرة على فتح المجال امام احتجاز سفن ومراكب وطائرات في المياه او الاجواء الدولية في حال الاشتباه بقيامها بنقل معدات او مواد تتعلق باسلحة الدمار الشامل. وكان سياسيون روس وصفوا المبادرة بأنها دعوة مفتوحة لممارسة "قرصنة دولية". واعتبروا ان الجهة الوحيدة المخولة اتخاذ اجراءات من هذا النوع هي مجلس الامن.