ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي مزيداً من جرائم الحرب في حق الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة بهدمها 36 منزلاً، مشردة قاطنيها البالغ عددهم نحو 400 فرد، واصابت 24 بجروح وكدمات واغماء واعتقلت 34 مواطناً خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية. وقالت مصادر امنية ومحلية ل"الحياة" ان ثلاث جرافات تحرسها سبع دبابات توغلت في حي الشاعر الواقع الى الشرق من بوابة صلاح الدين على الشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر جنوب مدينة رفح فجر امس ودمرت 22منزلاً كلياً تقطنها 52 أسرة عددها 285 فرداً. وأضافت ان الجرافات هدمت 14 منزلاً آخر جزئياً تقطنها 26 أسرة يبلغ عدد افرادها 123 فردا، مشيرة الى ان بعض المنازل يتألف من طبقات عدة. واشارت الى ان ال 408 افراد الذين كانوا يقطنون تلك المنازل أضحوا بلا مأوى، مشردين في ظل اجواء شتوية وبرد قارس. وتعد هذه مأساة جديدة في سلسلة المأسي التي يعيشها سكان مدينة رفح الحدودية التي تعتبر الاكثر فقرا بين مناطق الضفة وغزة، حسب هيئات ومؤسسات محلية ودولية. وهدمت قوات الاحتلال منذ اندلاع الانتفاضة 1500 منزل كلياً وأكثر من اربعة آلاف منزل جزئياً وشردت عشرات آلاف المواطنين الذين يقطنونها او يسكنون منازل اخرى تقع على "خط المواجهة" مع المواقع العسكرية الاسرائيلية المنتشرة على طول الشريط الحدودي. واصيب ثلاثة اطفال من مدينة رفح امس بجروح مختلفة نتيجة انفجار جسم مشبوه كان ملقى على بعد عشرات الأمتار من مستوطنة "رفح يام" اليهودية الجاثمة فوق اراضي الفلسطينيين غرب المدينة. في غضون ذلك، امعنت قوات الاحتلال في اذلال واهانة العمال الفلسطينيين على حاجز بيت حانون ايرز شمال القطاع الذي يفصل اراضي القطاع عن اراضي عام 48 وأثارت عمليات الإذلال المتعمد والحط من الكرامة والتعذيب النفسي والجسدي والعقاب الجماعي الذي يتعرض له العمال الفلسطينيون المتوجهون الى اماكن عملهم داخل الخط الاخضر كل يوم احتجاجات غاضبة من جانبهم امس، فردت قوات الاحتلال بإطلاق الغاز المسيل للدموع. وفي اعقاب ذلك، تدافع العمال هرباً من الاختناق في الممرات الضيقة المخصصة للعمال والمحاطة بالاسلاك الشائكة وأطواق الحديد من كل جانب بما فيها السقف، ما أدى الى وقوع بعضهم وإصابتهم بإغماء. وقالت مصادر طبية ومحلية ل"الحياة" ان 24 عاملاً وصلوا الى مستشفى قريب وهم مصابون برضوض وجروح وإغماء جراء استنشاق الغاز، بعضهم جروحه متوسطة. وكانت سلطات الاحتلال شددت اجراءات التفتيش في الحاجز اعتباراً من الاحد الماضي في اعقاب العملية الاستشهادية التي نفذتها ريم الرياشي واسفرت عن مقتل اربعة جنود واصابة 12 آخرين. ونددت منظمات حقوق الانسان بهذه الاجراءات وما حصل امس. واكد مركز الميزان لحقوق الانسان ان ذلك يأتي في "سياق العقوبات الجماعية التي تفرضها قوات الاحتلال على السكان الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه تشكل اداة لضرب الاقتصاد الفلسطيني، وتشكل سبباً في تدني مستويات المعيشة وتعميم ظاهرتي الفقر والبطالة". الى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي ليل الاثنين - الثلثاء 34 فلسطينياً في مناطق متفرقة من الضفة الفلسطينية. وقال ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان 24 معتقلاً من بين الموقوفين ينتمون الى حركتي "حماس" و"فتح" مضيفاً ان سبعة من بينهم ايضاً ينتمون الى حركة الجهاد الاسلامي.