امضى المرشحون الديموقراطيون في الاقتراع التمهيدي لترشيح حزبهم في الانتخابات الرئاسية الاميركية، الساعات الاخيرة قبل بدء الاقتراع مساء امس بالتوقيت المحلي في ولاية ايوا في محاولة اخيرة لإستمالة تأييد الناخبين المترددين في سباق يعتبر الاشد منافسة في تاريخ الاقتراعات في الولاية. ومن المقرر ان تصدر نتائج الاقتراع اليوم لتحدد المرشح الفائز بدعم الولاية من بين اربعة مرشحين اظهرت الاستطلاعات الاخيرة تقدمهم، وهم: جون كيري وهوارد دين وجون ادواردز وريتشارد ديك غيبهارت. وفيما واجهت حملة هوارد دين، الذي كان يتقدم قائمة المرشحين حتى بداية الاسبوع الماضي، مصاعب بسبب تعرضه لإنتقادات شديدة من منافسيه، استفاد كل من كيري وادواردز من تقلص حظوظ دين، فيما حافظ غيبهارت على نسبة التأييد التي يتمتع فيها في الولاية التي كانت رشحته في العام 1988. واجمع المراقبون، في ضوء تقارب فرص المرشحين المتقدمين الاربعة ان المرشح صاحب التنظيم الافضل في الولاية، والاكثر قدرة على استمالة الناخبين المستقلين والمترددين، سيفوز في الاقتراع. ومعروف ان دين وغيبهارت يملكان افضل تنظيم في الولاية، ولا يمكن تجاهل فرص كيري وادواردز بسبب تقدمهما اخيراً في شكل غير متوقع. وفاجأ آخر استطلاع للرأي المراقبين عشية الاقتراع بإعلانه تقدم جون كيري على منافسه هوارد دين الذي يزاحمه على المرتبة الثانية كل من ادواردز وغيبهارت، علماً بأن هامش الخطأ في الاستطلاع بلغ اربعة في المئة. وقال مراقبون في ايوا إن الاستطلاعات تظهر صعود نجم كيري على حساب دين، فيما كشفت ان المرشح ويسلي كلارك، الذي قرر عدم خوض الحملة في ايوا، بدأ ايضاً يختصر المسافة التي تفصله عن دين الذي لا يزال يتقدم المرشحين في ولاية نيوهامبشير التي ستنطلق منها الانتخابات التمهيدية في 27 كانون الثاني يناير الحالي. وحصل كلارك على تأييد 22 في المئة، أي اقل بنحو 10 نقاط من دين، فيما بقي كيري في المرتبة الثالثة بنسبة 13 في المئة، علماً بأن 16 في المئة من الناخبين لم يقرروا بعد مرشحهم المفضل. ويعتبر الفوز في ايوا مهماً لأنه يعطي المرشح المتقدم زخماً في حملته في المحطات التالية. ويتوقع ان يستفيد دين من الطقس البارد حوالي 10 درجات مئوية تحت الصفر بسبب تمتعه بتأييد الشباب، ما قد يضر فرص كل من كيري وغيبهارت الذين يدعمهما في شكل كبير الناخبون من المتقاعدين وكبار السن. وكان دين حصل اول من امس على دعم من الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر، رغم ان الاخير لم يعلن ذلك صراحة بدعوته مؤيديه للتصويت له.