وصل 35 جندياً يابانياً إلى الكويت أمس، هم طليعة قوة من ألف عنصر من الجيش الياباني سينتشرون في منطقة السماوة في جنوبالعراق، في أول مشاركة عسكرية لليابان منذ الحرب العالمية الثانية. وأكد ضابط ياباني أن جنوده سيطلقون النار "للدفاع عن النفس فقط"، وأن برنامج عملياتهم يتركز في دعم التنمية وإعادة البناء وانجاز مشاريع خدمية مثل معالجة مياه الشرب والرعاية الصحية والتشييد. وانتقل الجنود اليابانيون إلى "معسكر فيرجينيا" الذي يبعد 45 كلم شمال غرب العاصمة الكويتية، وبدا واضحاً للصحافيين أن المشاركة اليابانية هي عرض أميركي بالدرجة الأولى، وهو ما عناه الكولونيل الاميركي فيك هاريس بقوله: "الانتشار الياباني فيه رفع للمعنويات لنا ولقوات التحالف الأخرى في العراق". وقال قائد القوة اليابانية الكولونيل ماساهيسا ساتو إن استكمال وصول القوة اليابانية وانتشارها في السماوة سيستغرقان ثلاثة شهور، مشيراً إلى أن عمل القوة سيتضمن مشاريع انشائية عدة منها معالجة مياه الشرب والرعاية الصحية والتشييد. ولدى سؤاله عن طبيعة العمليات العسكرية التي سيقوم بها الجنود، أوضح أنهم "سيطلقون النار دفاعاً عن النفس فقط". وأضاف: "انه يوم عظيم بالنسبة الى قوات الدفاع الذاتي البرية اليابانية... انها المرة الأولى بالنسبة اليهم التي يتم نشرهم فيها في الشرق الاوسط بعد حرب العراق للقيام بهذه المهمة". وأوضحت مصادر يابانية ان 80 عنصراً من الجنود غير المحاربين سيتوجهون الى العراق نهاية الشهر الحالي على ابعد تقدير لاقامة قاعدة، موضحة ان 440 آخرين سيتم ارسالهم على دفعات اواخر شباط فبراير وآذار مارس. وكانت الدفعة الاولى من القوات اليابانية التي تضم 15 جندياً تمركزت في قاعدة علي السالم الجوية 80 كلم شمال غربي الكويت في حين يتمركز ستة جنود من سلاح الجو في قطر. ويمثل وصول الجنود تحولاً تاريخياً في السياسة الامنية الدفاعية لليابان بعد الحرب العالمية الثانية، ويفرض مخاطر سياسية على رئيس الوزراء جونيتشيرو كويزومي يمكن ان تعصف بحكومته اذا سقط قتلى. ولم يكن أي فرد في الجيش الياباني قد اطلق طلقة واحدة في قتال أو لقي حتفه في مهمة في الخارج منذ الحرب العالمية الثانية، وان كانت قوات يابانية شاركت في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بعد صدور قانون في عام 1992 جعل هذا الأمر ممكناً. في غضون ذلك اشتدت المعارضة في اليابان، خصوصاً بين أعضاء البرلمان والسياسيين ونشطاء السلام ورجال الدين، لارسال أي قوات الى العراق. وانتقد سكرتير عام الحزب الديموقراطي المعارص كاتسويا أوكادا رئيس الوزراء جونيشيرو كويزومي لتبريره ارسال القوات بالتعاون مع المجتمع الدولي، قائلا "انها مغالطة صارخة. فالتعاون الذي يقصده كويزومي هو مع دولة واحدة هي الولاياتالمتحدة". وتظاهر نحو خمسين من الزعماء الدينيين البوذيين والمسيحيين أمام مكتب رئيس الوزراء ووزارة الدفاع احتجاجاً.