توارى "دينار صدام" الى الابد وبدأ الدينار الجديد يشهد انتعاشاً حذراً وسط تذبذب سعر صرف الدولار. وأكد محافظ البنك المركزي العراقي سنان الشبيبي أن عملية استبدال العملة العراقية، التي انتهت فترتها امس الخميس، تعتبر مهمة جداً لاستعادة ثقة المواطن العراقي بعملته الوطنية وخطوة أساسية لتعزيز التنمية الاقتصادية المنشودة وانه متفائل جداً بمستقبل الدينار الجديد لما يحمله من مواصفات عالية. وقال الشبيبي، في مؤتمر صحافي عقده في بغداد أمس لمناسبة انتهاء الفترة الأساسية المحددة لاستبدال الدينار العراقي القديم التي امتدت ثلاثة شهور، "لا توجد أية نية لدى البنك المركزي العراقي لتمديد هذه الفترة". واضاف: "كانت الفترة مناسبة جداً واستوعب الاقتصاد العراقي الكتلة النقدية من العملة الجديدة بشكل كبير ومتوازن". وأشار إلى أن البنك المركزي العراقي يدرس إصدار فئات نقدية صغيرة مستقبلاً لحاجة الاقتصاد العراقي الماسة إليها معتبراً أن هذا الأمر هو قيد الدراسة. وأضاف: "نسعى إلى تفعيل أساليب السيطرة والتفتيش وتشديد الرقابة من أجل الحد من ظاهرة تهريب العملة العراقية إلى خارج الحدود" وحذر من خطورة هذه الظاهرة على الاقتصاد الوطني لأنها تحرمه من الاستفادة من السيولة النقدية المحلية. وعن الانخفاض الحاد الذي شهده العراق في سعر صرف الدولار أمام سعر الدينار العراقي الجديد في الأيام الأخيرة قال الشبيبي: "لا يوجد تفسير منطقي لهذه الحالة وهي ترجع أساساً إلى عوامل السوق العرض والطلب وليس لها علاقة بالمبررات والأسباب ذات الصلة بالاقتصاد العراقي". وأضاف "أن انخفاض سعر صرف الدولار في السوق العراقية يعود إلى أسباب تتعلق بالمضاربة" مؤكداً أن سعر صرف الدولار سيعود إلى الارتفاع النسبي في الأيام القريبة ولكن ليس كما كان عليه قبل ثلاثة شهور. وأشار نائب محافظ البنك المركزي العراقي أحمد سلمان الجبوري خلال المؤتمر إلى حجم الكتلة النقدية القديمة التي تم استبدالها ومقارنتها بحجم الكتلة النقدية الجديدة وقال: "ان كل ما يخص هذا الأمر يدخل في حقل الأسرار الاقتصادية الخاصة بالدولة ولا نستطيع إطلاقاً البوح بتفاصيلها أو إعطاء الأرقام والإحصاءات حولها". واشترى البنك المركزي العراقي كمية 595 ألف دولار أميركي بسعر 1350 ديناراً للدولار الواحد في خطوة وصفها مراقبون اقتصاديون بأنها تهدف إلى منح الدولار جرعة لمحاولة وقف تراجعه الأمر الذي انعكس على سعر الدولار في بورصة بغداد حيث بلغ سعره 1250 ديناراً للدولار الواحد فيما كان دون ذلك قبل يوم واحد. وأعلن "المركزي" انه سيستمر في عمليات بيع وشراء العملات الأجنبية من خلال مزاد العملة الأجنبية الذي يعقد يومياً، كما يستمر في متابعة تطورات سعر صرف الدينار العراقي وصولاً إلى تحقيق الاستقرار في سعر الصرف على نحو يؤمن قدراً عالياً من استقرار النشاط الاقتصادي في العراق واستمرار المعاملات النقدية والتجارية على اختلاف أنواعها.