اختار "الإخوان المسلمون" الاستمرار على النهج نفسه الذي يسيرون فيه منذ سنوات من دون تغير دراماتيكي قد يعصف بها. إذ أعلنت الجماعة أمس تنصيب السيد محمد مهدي عاكف المولود في السنة نفسها التي تأسست فيها، أي العام 1928، مرشداً لها. وأكدت أن "التنظيم الدولي" وافق على ترشيح عاكف وأن الجميع بايعوه. راجع ص 6 وحافظت الجماعة على التوازنات في داخلها. فاختارت نائباً للمرشد من جيل آخر. وبدا أنها رغبت في نقل هادئ لمقاليد الأمور إلى الجيل التالي ل"الحرس القديم"، بعد مراحل انتقالية. إذ اختير الدكتور محمد حبيب الذي انضم إلى الجماعة في السبعينات من القرن الماضي، نائباً لعاكف. وعلى ذلك فإن التغيير المقبل في "الإخوان" على مستوى السياسة لن يحدث قبل سنوات، إذ يعد حبيب الأقرب، من حيث الافكار، الى الحرس القديم. ويبدو أن الجماعة أرادت تهيئته لتولي مقاليد الأمور في حال غياب عاكف الذي يحظى بتقدير لدى "الإخوان" داخل مصر وخارجها لدوره في "النظام الخاص" التنظيم العسكري السري وخبراته المتراكمة واطلاعه على التيارات الاسلامية المختلفة اثناء وجوده في الخارج لسنوات طويلة. ويتسم عاكف بروح الدماثة والمرح ويعكس صورة مغايرة للمرشدين السابقين مصطفى مشهور ومأمون الهضيبي. وهو على علاقة طيبة مع جيل الشباب في الجماعة، ما سهل اختياره للموقع. ويأمل "الاخوان" بأن ينهج عاكف سلوكاً اكثر انفتاحا على الحكومة وأن يستثمر المناخ الايجابي الذي هيأته اجهزة الدولة اثناء جنازة الهضيبي أو التأبين، خصوصاً إرسال رئيس الوزراء الدكتور عاطف عبيد برقية تعزية. ولم يستبعد مراقبون ان يطور عاكف اداء الجماعة، مستفيداً من خبراته في التعاطي مع تجارب "الاخوان" خارج مصر، خصوصاً في تركيا. لكن تبقى امكاناته في التغيير داخل الجماعة محدودة، إذ يحظى الحرس القديم بالغالبية المطلقة داخل "مكتب الإرشاد".