نحن الآن على مشارف الجولة الثالثة من مسابقة كأس الخليج السادسة عشرة، الاحتقان بلغ اقصاه لدى الكويتيين، منتخبهم لم يعد منتخباً يحسب له ألف حساب، وفي المقابل السعوديون يسيرون بثبات نحو الاحتفاظ باللقب... "الاخضر" لا يخشى سوى البحرينوعمان، خصوصاً بعد تعادله مع قطر. الاعلاميون المرافقون للمنتخبات لا يعجبهم اداء منتخباتهم، والسعوديون خصوصاً يرون ان المدرب الهولندي جيرارد فان درليم لا يجيد قراءة المباراة. والكويتيون سخروا كثيراً من ان المدرب البرازيلي باولو سيزار كاربيجاني اشرك جميع اللاعبين ما عدا الحارس البديل، والاماراتيون مرة يرفعون المدرب الانكليزي روي هودجسون الى السماء، ومرة يخسفونه الى سابع أرض.اما اليمنيون فملتزمون الصمت، بينما نال مدرب البحرين الكرواتي ستريشكو ومدرب عمان التشيخي ميلان ماتشالا علامات التقدير الكاملة. فاز الاخضر على البحرين بشق النفس، واشرك فان درليم اربعة لاعبين جدد في خطوة لم تجد قبولاً لدى السعوديين قبل المباراة خصوصاً ان اشراكهم لم يكن على حساب لاعبين مصابين. لكن المدرب اجتاز المطب عندما سجل ابراهيم سويد هدف الفوز وهو احد البدلاء... فسجل فان درليم نقطة في مصلحته لجهة الرهان القائم مع النقاد السعوديين، واستعادت الكويت بعضاً من سمعتها بعد الفوز على اليمن. اعلامياً، خفت حدة التصريحات النارية... لكن مجلس الشيخين عيسى بن راشد واحمد الفهد في مقر اقامة الوفود كان قبلة رجال الصحافة والقنوات الرياضية، وتركزت غالبية النقاشات حول استقالة الفهد. وطالب الشيخ عيسى ببقاء الفهد، وفعل الشيء ذاته الكثير من الخليجيين. وعموماً، شهدت الجولة الثالثة أيضاً التعادل السلبي الثالث لقطر، وفوز عمان على الامارات، كما ألغى حكم مباراة السعودية والبحرين المجري كاسيا هدفاً سجله مهاجم السعودية ياسر القحطاني... وأنهى هذا الهدف الملغى فترة الركود، وهبت القنوات الفضائية للاستعانة بخبراء التحكيم من أجل الحكم على صحة الهدف. والمهم ان كل القنوات اجمعت على صحته، واعتبروا ان المجري حرم دورات الخليج من اجمل هدف لأن القحطاني سجله من ركلة خلفية مزدوجة ولا أروع، لكن عضو لجنة الحكام ممثل الاتحاد العربي التونسي ناجي الجويني دافع عن صحة قرار الحكم. وفتح هذا الهدف باب الشهرة امام المهاجم الشاب ياسر القحطاني، فبات اكثر اللاعبين حضوراً في وسائل الاعلام. وتسربت اشاعات تدور حول ان قيمته في بورصة اللاعبين وصلت الى عشرة ملايين ريال، ونقلت الصحف الخليجية تنافس ناديي الاتحاد والاهلي السعوديين على ضم القحطاني. وعاد من جديد الجويني الى الاحداث، وهذه المرة عندما نقلت له احدى الصحف حديثاً اكد فيه ان الحكام وهو منهم يتناولون المنشطات! وألقى هذا الحديث الحجر في المياه الراكدة، فظهر الجويني مجدداً وأوضح "لم أقصد المنشطات المحظورة التي تضر بالحياة، لكنني كنت اقصد ان الحكام يتناولون فيتامينات مسموح بها وهي تساعد على تحمل التدريبات"! وفي الجولة الرابعة تقابل قطبا الخليج السعودية والكويت وسيطر الأول على المباراة، لكن الثاني ادرك التعادل في الدقيقة الاخيرة ما سبب انتعاشاً في الاوساط الكويتية... وجاء هذا التعادل ليؤخر قليلاً من حسم هوية البطل. واذ عادت الروح الى صفوف الأزرق" ودبت فيها الحياة مجدداً، فان الأمر انقلب رأساً على عقب في المعسكر الأخضر وانتقد مناصروه فان درليم من جديد. وأكد متابعو "خليجي 16" ان هذا التعادل اعاد الفرصة للجميع من أجل المنافسة على اللقب شرط ان يتعثر المنتخب السعودي امام عمان، وهو ما أكده الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد إذ اعتبر ان "اللقب لا يزال في الملعب على رغم اقتناعي بان الأخضر هو من سيحسم البطولة في مصلحته، ولن يدخل في حسابات معقدة". هذه الاثارة التي احدثتها نتيجة التعادل في مباراة "دربي الخليج" طغت على بقية الاحداث، و"غسل" الكويتيون شيئاً من همومهم بفضل هذا التعادل. وبقيت آمال الجميع من غير السعوديين طبعاً، معلقة بما سيفعله العمانيون امام السعودية في الجولة الخامسة علماً بأن منافس السعودية المنتخب البحريني كان يواصل انتصاراته وبات يتخلف بنقطة واحدة عن الأخضر. وأدخل العمانيون الفرح الى قلوب متابعي الدورة من المنتخبات الاخرى لمدة 70 دقيقة قبل ان يدرك السعودي محمد الشلهوب التعادل، ثم اسكتهم القحطاني تماماً بتسجيله هدف الفوز في الدقيقة الاخيرة من المباراة، فلقد ادرك الجميع في هذه اللحظة ان حساباتهم تجاه الاخضر لم يكتب لها النجاح... وبالفعل "افسد" السعوديون المنافسات بقربهم من تحقيق اللقب اذ لم يعد امامهم سوى التغلب المنتخب اليمني المتواضع المستوى. في المساء عندما تنتهي الفعاليات يعود الجميع الى مقارهم، وتبدأ معركة "الريموت كنترول" للانتقال بين القنوات التي تتابع الحدث. ومع نجاح القنوات الخليجية في التغطية، الا ان حضور تلفزيون البلد المنظم لم يكن في مستوى البقية، واكتفى بتقديم برنامج قدمه الزميل الاماراتي عدنان حمد وهو اعلامي ناجح بفضل خلفيته الرياضية... اما أكثر سلبيات هذا البرنامج، فتمثلت في ظهور المذيعة الكويتية حليمة بولند مع حمد، لانها لا تملك المعلومات الرياضية اللازمة واكتفت بحضورها "الجمالي" فقط... فسقط البرنامج في هوية المظهر بعدما أضاع المضمون، وتعرض للنقد اللاذع لتركيزه على امور لا تختص بالرياضة. ولم تسلم بولند، حُكماً، من التعليقات الساخرة من المشاركين، وحمّلها الممثل الكويتي طارق العلي، ساخراً، مسؤولية خسارة الازرق "كيف يؤدي اللاعبون بصورة ممتازة، ولدينا مذيعات من امثالك"... والى اللقاء مع الحلقة الاخيرة.