يبدو ان دورة كأس الخليج السادسة عشرة لكرة القدم المقامة حالياً في الكويت، ستأخذ منحى مختلفاً في "القمة المبكرة" التي ستجمع اليوم منتخبي السعودية والبحرين، ولا سيما ان الثاني يتقدم على حامل اللقب بفارق الاهداف بعد ان تساويا في مجموع النقاط بواقع اربع لكل منهما. ويرشح النقاد والمتابعون ل"خليجي 16" المنتخب الذي سيكسب لقاء اليوم، للمضي قدماً نحو منصة التتويج. وكان المنتخب البحريني افتتح مبارياته بتعادل سلبي مع قطر ثم اكتسح اليمن 5 - 1، بينما تغلب "الأخضر" على نظيره الاماراتي في المباراة الافتتاحية بهدفين ثم تعادل مع قطر من دون اهداف. والواقع ان الطرفين قدما عرضاً مقنعاً حتى الآن ولا سيما السعودي. ويعتبر كثر من المتابعين انه لا يمكن الحكم على البحرين امام اليمن الضيف الجديد، نظراً الى الفارق الكبير في المستوى، ولأن "الاحمر" قفز 42 مرتبة دفعة واحدة في تصنيف الاتحاد الدولي العام الماضي. ويضم مجموعة من اللاعبين المتجانسين ويبرز في صفوفه الظهير سلمان عيسى احد ابرز الاوراق المؤثرة وزميله في خط الوسط محمد سالمين الذي سجل اسرع هدف في البطولة حتى الآن وذلك حين هزّ شباك اليمن في الدقيقة الثانية، ورأس الحربة علاء حبيل متصدر ترتيب الهدافين برصيد هدفين. واذا كان المتابعون يرشحون المنتخب البحريني للعب ادوار مهمة في البطولة، فإن مدربه الكرواتي يوري ستريتشكو قال بعد الفوز على اليمن: "سنلاقي السعودية وسنرى ان كنا اقوياء بالدرجة المطلوبة للمنافسة على البطوله ام لا... فلقاء اليمن لا يعتبر مقياساً على اي حال". في المقابل، ينتظر الا يغير المدرب الهولندي جيرارد فان درليم كثيراً في صفوف "الاخضر"، وسيلعب بالتشكيلة التي خاضت المباراتين امام الاماراتوقطر على رغم مطالبة السعوديين بإتاحة الفرصة للمهاجم الشاب بندر تميم ليشارك ولو في الشوط الثاني. وتتركز ملاحظات مناصري حامل اللقب على غياب المهاجمين طلال المشعل ويسري الباشا عن التهديف، واحتفاظ لاعب الوسط محمد نور بالكرة لفترة طويلة. وكان منتخب البحرين سجل النتيجة الاعلى حتى الآن بفوزه على اليمن 5 - 1. ووضعت المباراة حداً لحال العقم الهجومي في معظم اللقاءات حتى الآن، إذ انتهت ثلاث من أصل سبع مباريات بالتعادل السلبي. وكان الفارق واضحاً في مستوى المنتخبين، فقدمت البحرين عرضاً هجومياً منذ البداية وسجلت ثلاثة اهداف في الشوط الاول وأهدرت ضعفها في حين صمد اليمن في ربع الساعة الاول فقط فأدرك التعادل 1 - 1، قبل ان ينهار وينكشف دفاعه تماماً فاهتزت شباكه مرتين أخريين. وفعل البحرينيون كل شيء في الشوط الثاني مستفيدين من طرد اليمني علي عوض الذي لحق بزميله أنور سروري الذي خرج في الثواني الاخيرة من الشوط الاول، فأضافوا هدفين آخرين مع انه كان في امكانهم رفع الغلة اكثر، فيما تأثر المنتخب اليمني بالنقص العددي في صفوفه وكان قليل الحيلة دفاعاً وهجوماً. وخلافاً للمباراة الاولى لليمن الذي بقي مدافعاً طوال الوقت، فإنه خرج من منطقته بعد الهدف البحريني وحاول بناء هجمات منظمة أثمرت احداها هدف التعادل... لكن بانت ثغرات كبيرة في خط دفاعه بعكس ما حصل معه ضد عمان، فكانت الاختراقات البحرينية متتالية خصوصاً عبر الجناحين. القدر كان قدر منتخب الكويت في المباراتين الاوليين على أرضه وبين جمهوره ان أفلت من خسارة امام عمان وحصل على نقطة التعادل السلبي في الافتتاح، ثم خسر امام الامارات بهدفين في مباراة كشفت تواضع مستواه وقلة حنكة عناصره مع ان اللاعب الكويتي تميز بموهبته الكروية في السابق. واذا كان عذر"الازرق" انه لعب تحت الضغط الجماهيري والاعلامي وانه تأثر برهبة البداية في المباراة الاولى ضد عمان التي لم يقدم فيها شيئاً يمت الى كرة القدم المتطورة بصلة، فإن تبرير ما قدمه من اداء سيئ امام الامارات التي حققت عليه فوزها الاول في تاريخها في الكويت، لن يجد صدى ابداً لأن الانتقاد جاء من أرفع المسؤولين عن اللعبة. وانتقد الشيخ طلال الفهد نائب رئيس اللجنة المنظمة المنتخب قائلاً: "اضاع اللاعبون جهود ثمانية أشهر من الاستعداد في 90 دقيقة"، مضيفاً "لم يسجلوا اي هدف في 120 دقيقة ولو واصلوا بالمستوى ذاته فلن يسجلوا حتى لو كانت المباراة من خمسة اشواط". وأضاف "تأكدنا اننا ابتعدنا عن الذهب، اما مسألة الصعود الى منصة التتويج فهذا في علم الغيب وربما يحالف المنتخب التوفيق ويحقق هذا الهدف في المباريات المقبلة". والفرصة سانحة امام الكويت اليوم لبدء مسيرة الانتصارات حين تلتقي اليمن المتواضع. واذا كان البحرينيون سجلوا خمسة اهداف مع الرأفة، فإن الكويتيين قد يسعون الى اكثر من ذلك لاستعادة الثقة بأنفسهم وخوض المباريات المقبلة بمعنويات مرتفعة.