تلقت جماعة "الاخوان المسلمين" في مصر سيلاً من برقيات التعزية في وفاة مرشدها مأمون الهضيبي، بينها برقيات من شخصيات محسوبة على الدولة، في حين قررت نيابة أمن الدولة حبس 12 من قادة التنظيم لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات في تهم محاولة إحياء نشاط جماعة محظورة. وكانت أجهزة الأمن قبضت على هؤلاء قبل ساعتين فقط من وفاة الهضيبي فجر أول من أمس اثناء اجتماعهم في منزل القيادي محمد عادل في محافظة الجيزة. وصادر رجال الأمن من المكان وثائق وأوراقاً اعتبرتها أنها تتضمن أدلة ثبوتية على تورط المتهمين في اعمال مخالفة للقانون. وباشرت النيابة امس التحقيق في القضية التي تضمنت معلومات عن محاولات للجماعة لتنشيط دورها في محافظاتالقاهرة والاسكندرية والجيزة والقليوبية في الفترة المقبلة، والسعي إلى تحريك الناس للاحتجاج على السياسات الحكومية وارتفاع أسعار السلع والايحاء بتخاذل الحكومة في قضايا قومية مثل قضيتي فلسطين والعراق. وعلى رغم أن القبض على المتهمين تم قبل وفاة الهضيبي، اعتبر قرار حبسهم رسالة الى "الاخوان" "مفادها أن الدولة تتعامل مع الجماعة بأسلوب واحد لا علاقة له بشخصية المرشد الذي يقود الجماعة سواء كان مرشداً قوياً مثل الهضيبي أو هادئاً مثل محمد هلال الذي اختاره مكتب الارشاد كقائم بأعمال المرشد الى أن يتم اختيار مرشد جديد. ووسط الجدل على اسم المرشد المقبل وطريقة اختياره وموازين القوى والتأثير داخل الجماعة، تأكد أن هلال 84 سنة لن يتحول من قائم بالأعمال الى مرشد دائم. إذ أعلن القيادي في الجماعة الدكتور عصام العريان ل"الحياة" ان هلال رفض تولي المنصب بصورة دائمة، وأن المداولات تجري حالياً للاتفاق على اسم المرشح. ونفى العريان وجود خلافات بين قادة الجماعة أو صراعات من أجل الفوز بموقع المرشد. وتوقع اعلان اسم المرشد الجديد قريباً، بعدما يتم عرض الاسم على اقطاب التنظيم الدولي لإقراره. ووفقاً للائحة "الإخوان" فإن المرشد العام هو المسؤول الأول للجماعة، ويرأس مكتب الإرشاد العام ومجلس الشورى العام، والإشراف على كل ادارات الجماعة وتوجيهها ومراقبة القائمين على التنفيذ ومحاسبتهم على كل تقصير وفق نظام الجماعة، وتمثيل الجماعة في كل الشؤون والتحدث باسمها، وتكليف من يراه للقيام بمهام يحدد نطاقها له، ودعوة المراقبين العامين الممثلين للأقطار للاجتماع عند الحاجة. ويشترط فيمن يرشح مرشداً عاماً، ألا يقل عمره عن أربعين سنة، وأن يكون قد مضى على انتظامه في الجماعة مدة لا تقل عن خمس عشرة سنة هلالية، وأن تتوافر فيه الصفات العلمية وبخاصة فقه الشريعة والعملية والخلقية التي تؤهله لقيادة الجماعة. ووصلت الى القاهرة امس وفود من دول عربية عدة لتقديم العزاء الى قادة "الاخوان". وتلقت الجماعة برقيات من خارج مصر من اقطاب التنظيم الدولي وجماعات وحركات اسلامية اخرى. وكان لافتاً ان شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي بعث ببرقية عزاء الى الجماعة، على رغم أن الهضيبي كان انتقده بشدة قبل وفاته بساعات على خلفية الموقف من قضية الحجاب في فرنسا. واتخذت السلطات المصرية اجراءات مشددة مساء أمس لتأمين سرادق أقامته الجماعة في ميدان رابعة العدوية شرق القاهرة حيث توافد آلاف الأشخاص عليه لتقديم العزاء.