أثينا، أنقرة، واشنطن - أ ف ب، رويترز - اكد وزير الخارجية التركي يشار ياكش في مقابلة نشرتها صحيفة "تو فيما" اليونانية امس، ان الاتحاد الاوروبي يعتمد سياسة "الكيل بمكيالين" بالنسبة الى الدول المرشحة للانضمام لعضويته، وذلك على حساب تركيا. وقال ياكش: "عندما نرى انه تم تحديد مواعيد للدول الاخرى لبدء مفاوضات الانضمام في عامي 1998 و1999 لم تكن هذه الدول تلبي معايير كوبنهاغن وبدأت بالتفاوض، ونستند في اقوالنا الى وثائق اوروبية. ولم لا يفعل الاتحاد معنا ما فعله مع الدول الاخرى؟". وتطالب تركيا بأن تحدد الدول ال15 موعداً لبدء مفاوضات انضمامها الى الاتحاد خلال القمة الاوروبية المقبلة في كوبنهاغن. ورفضت المفوضية الاوروبية في تشرين الاول اكتوبر الماضي، تحديد موعد لذلك، واكدت ان تركيا لم تلب بعد جميع المعايير السياسية الضرورية. وقال ياكش: "اننا نشرح لأصدقائنا الاوروبيين ان ما يقومون به هو انتهاج سياسة الكيل بمكيالين مع الدول المرشحة، لا اكثر ولا اقل". واضاف ان على الاوروبيين "تحديد موعد لبدء مفاوضات انضمامنا الى الاتحاد من دون شروط. ومن الضروري ان يتصرفوا مع تركيا كما تصرفوا مع الدول المرشحة الاخرى"، مشيراً الى ان مجرد تحديد موعد لا يعتبر خطوة الى الامام في الوضع الراهن". واعتبر انه "لن يكون امام الرأي العام التركي من خيار سوى الرد سلباً مع كل التبعات التي قد تنجم عن ذلك" في حال لم يحدد تاريخ لبدء المفاوضات. وفي ما يتعلق بالقضية القبرصية، قال ياكش ان انقرة "ستدرس" مسألة ضم الشطر الشمالي من الجزيرة الى تركيا كما اكدت الحكومة التركية السابقة، وذلك في حال انضمام الجمهورية القبرصية الى الاتحاد كما هو مقرر. ورأى ان الامور مرهونة بتطور الوضع داخل الاتحاد، اي تفاصيل انضمام قبرص الى الاتحاد والتدابير المتخذة والآفاق المستقبلية". وجاء ذلك في وقت أكد زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم رجب طيب أردوغان أن البرلمان سيسرع في اقرار الاصلاحات المتعلقة بحقوق الانسان لإظهار مدى التزام تركيا بمعايير الانضمام الى الاتحاد الاوروبي، وحض الزعماء الاوروبيين على تحديد موعد لبدء المفاوضات مع تركيا في شأن انضمامها الى الاتحاد. واشنطن تحض القبارصة وفي غضون ذلك، حضت الولاياتالمتحدة مجدداً، اطراف النزاع في قبرص على التوصل الى اتفاق حول خطة التسوية التي قدمها الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في شأن اعادة توحيد الجزيرة، كما ارسلت مبعوثاً الى اوروبا لدعم الخطة. ودعا مسؤول كبير في وزارة الخارجية، امس، وهو يعلن عن مغادرة توماس ويستون منسق الوزارة من اجل قبرص، واشنطن للقيام بجولة في اوروبا: "اصبح الوقت مداهماً" للتوصل الى اتفاق. واضاف ان ويستون سيتوقف في بريطانيا وبلجيكا والنمسا قبل ان يتوجه الى قبرص وربما الى اليونان وتركيا. ثم يزور الدنمارك من اجل قمة الاتحاد الاوروبي يومي 12 و13 الشهر الجاري. واوضح ان مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية مارك غروسمان سيثير مسألة قبرص خلال الزيارات التي يقوم بها الى مختلف الدول الاوروبية ومن بينها اليونان، للبحث في مسألة العراق. ومن جهة اخرى، اعرب الامين العام للامم المتحدة عن الامل في التوصل الى اتفاق مبدئي على خطته للتسوية في قبرص قبل قمة الاتحاد الاوروبي. وقال الناطق باسمه فريد ايكهارد ان "الوقت يمر ولم يتبق لنا الكثير ولكننا نبذل كل الجهود الممكنة من اجل احترام هذا الموعد". واوضح ايكهارد انه حتى ظهر اول من امس، لم يتلق انان ردوداً ينتظرها منذ السبت على اقتراحاته من الرئيس القبرصي اليوناني غلافكوس كليريدس وزعيم القبارصة الاتراك رؤوف دنكطاش. واشار مع ذلك الى ان الامين العام "يأمل في الحصول على الردود الايجابية من الطرفين". وفي بروكسيل، اعلن كبير المفاوضين القبارصة اليونانيين جورج فاسيليو ان قبرص انهت "عملياً" مفاوضات الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وجاء ذلك اثر اجتماع غير رسمي مع الرئاسة الدنماركية للاتحاد الاوروبي. واوضح فاسيليو ان الشق الزراعي اقفل خلال هذا الاجتماع و"لا تزال هناك بعض الحسابات الطفيفة" حول الشق المتعلق بالموازنة.