اعتبر رئيس الوزراء الأردني فيصل الفايز ان "انسحاب القوات الأميركية من العراق في هذا الوقت سيؤدي الى فوضى سياسية وأمنية". وقال ان الأردن الذي يعارض تجزئة العراق "سيؤيد الحل الفيديرالي لإدارة هذا البلد اذا كانت خياراً للشعب العراقي". وجدد في لقاء صحافي حضرته "الحياة" أول من امس "قلق الأردن على أوضاع السنة في العراق" قائلاً ان "هناك مخاوف من ان يتم تجاوزهم في الحلول السياسية المطروحة لمستقبل العراق". لكنه استدرك ان "الأردن معني بمصالح الشعب العراقي بكل أطيافه، وسيقف مع أي صيغة يقبلها لإدارة شؤونه". ولفت الى ان الأردن الذي أبرم عقوداً لتدريب 32 ألف شرطي ومئات العسكريين العراقيين "لا ينظر الى هذه المسألة نظرة اقتصادية، من أجل جني الأموال لقاء ذلك، ولكنه يريد مساعدة العراقيين على بناء دولتهم ومؤسساتهم، الى ان يزول الاحتلال الاميركي عن بلادهم". الى ذلك، أكد الفايز ان العلاقة الأردنية - السورية التي شهدت تراشقاً اعلامياً الشهر الماضي، "تاريخية ومتميزة"، بل ان "نقاط التفاهم بين البلدين اكثر من نقاط الاختلاف"، وتأكيداً لذلك: "سيقوم الملك عبدالله الثاني قريباً بزيارة الى سورية الشقيقة، كما ان البلدين سيدشنان في أقرب وقت ممكن مشروع سد الوحدة على نهر اليرموك" في شمال المملكة. وحملت الصحف السورية بشدة على تصريحات أدلى بها العاهل الأردني من واشنطن اعتبر فيها الحدود السورية - العراقية "ليست آمنة بالشكل الذي نريده جميعاً كمجتمع دولي". وقال: "اعتقد انه قيل للرئيس الأسد بقوة في الأشهر الماضية ان عليه ان يكون اكثر يقظة" لتفادي تسلل مقاتلين مناهضين للقوات الاميركية في العراق من الأراضي السورية. واعتبر الفايز "الجدار الفاصل خطراً على أمن الاردن القومي"، واضاف ان الاردن "يسعى بالتنسيق مع الدول العربية للحؤول دون الاستمرار في تشييده". وقال انه سيقوم بجولة في دول الخليج العربي تبدأ غداً وتشمل قطر وسلطنة عمان والامارات، ثم الكويت والبحرين وسيناقش مع المسؤولين فيها في مخاطر بناء الجدار الفاصل على العملية السلمية. ورداً على تصريحات لزعماء من حزب "ليكود" الحاكم في اسرائيل الاسبوع الماضي تطالب "بتسفير الفلسطينيين الى الأردن باعتباره وطنهم البديل" شدد الفايز على ان الأردن "سيقاوم بكل شراسة مشروع الوطن البديل، وسنعمل على اسقاطه بدمائنا إذا لزم الأمر".