بدا امس ان العلاقات الاردنيةالعراقية مرشحة لمزيد من التوتر، بعد كشف تفاصيل في قضية إبعاد الديبلوماسيين العراقيين الثلاثة من عمان في 23 الشهر الماضي، واعلان إحباط محاولة لتفجير فندق يقيم فيه اميركيون وغربيون في العاصمة الاردنية. وأبلغت مصادر اردنية وثيقة الاطلاع "الحياة" ان الديبلوماسيين المبعدين "خطّطوا لتسميم خزّانات مياه تغذي مناطق في مدينة الزرقاء" في صحراء الاردنالشرقية، حيث تنتشر القوات الاميركية حول بطاريات صواريخ "باتريوت". وزادت انهم "حاولوا الاستعانة بعراقيين لسكب مادة سامة في خزان مياه شرق الزرقاء يشرب منه سكان المنطقة". واوضحت ان "الاجهزة الامنية التي أحبطت هذه المخططات واجهت الديبلوماسيين بأدلة دامغة تثبت تورطهم وبينها تسجيلات صوتية ووثائق مكتوبة وصور وخرائط وأموال دفعوها لأشخاص في مقابل تنفيذ الاعتداءات، فأقروا بذلك فوراً". واضافت ان "وزارة الخارجية الاردنية وضعت السفير العراقي في عمان صباح ياسين في تفاصيل القضية، وجرى التوصل الى تسويتها عبر مغادرة الديبلوماسيين، بعد الاكتفاء باعتبارهم اشخاصاً غير مرغوب فيهم في الاردن". وكان وزير الخارجية الاردني مروان المعشر قال الاسبوع الماضي ان "ما قام به الديبلوماسيون الثلاثة لا يسرّ الشعبين العراقيوالاردني". وصرّح مسؤول اردني بارز ل"الحياة" بأن "اكتشاف مخططات هؤلاء الديبلوماسيين كان قبل ايام قليلة من نشوب الحرب على العراق، ولم يستطع الاردن تأجيل قرار ابعادهم، مع علمه ان التوقيت سيسبب فهماً خاطئاً من اطراف كثيرة، لكن المسألة تتعلق بأمن المملكة واستقرارها، وبخرق سافر لكل الأعراف والتقاليد الديبلوماسية في العالم، والتي لا تبيح لطواقم السفارات ممارسة اي مهمة مغايرة لطبيعة عملها". وذكر ان "الاردن يريد توصيل رسالة حازمة الى جهات عدة بأن ليس بإمكانها تحويله الى منطقة مضطربة وغير مستقرة امنياً". وأعلن المسؤول ان "الاجهزة الامنية اعتقلت الاسبوع الماضي اربعة عراقيين، كان اثنان منهم يقيمان في غرفة في فندق "الحياة" في عمان، وحاولا تفجير احدى طبقاته باستخدام قنبلة صغيرة ادت الى حريق محدود"، فيما كان الآخران "يخططان لقتل رعايا وصحافيين اميركيين من نزلاء الفندق". واشار المسؤول الى ان "موافقة الاردن على استبدال الديبلوماسيين المبعدين بآخرين تؤكد ان الاجراء كان امنياً بحتاً، وليست له ابعاد سياسية تتعلق بتغيير الموقف الاردني من الحكومة العراقية التي نطالب مسؤوليها بالتوقف عن التصريحات الاستفزازية، والتركيز على اي جهد ممكن لوقف الحرب". وأثار طرد الديبلوماسيين تراشقاً اعلامياً بين البلدين، اذ اعتبرته بغداد "استجابة للضغوط والاملاءات الاميركية"، وذكرت الاردن بأنها "حمت اقتصاده من الانهيار خلال السنوات الماضية". في حين اتهمت عمان مسؤولين عراقيين ب"محاولة تأجيج الشارع الاردني" ووصفت انتقاداتهم بأنها "كلام انفعالي غير مسؤول".