من الواضح تماماً ان الطريقة التي أظهرت بها القوات الأميركية صدام حسين كانت غايتها إذلاله، وإهانته، والنيل من كرامته وإنسانيته. لقد عُرض صدام حسين على العالم كله من دون موافقته، وهو أشعث الرأس، طويل اللحية، وكأنه حيوان في مزرعة يتم فحصه للتأكد من خلوه من الأمراض. ما علاقة هذا الاذلال المتعمّد بتحقيق العدالة؟ انسانية الإنسان يجب أن تُحترم، ولو كان طاغية أو مجرماً. كيف يعبر معارضو صدام عن تشفيهم بالمظهر الذي بدا به، ولا يعترضون على المعاملة اللاإنسانية التي تعرض لها؟ ألم تكن جريمة صدام انه استخفَّ بانسانية شعبه؟ بماذا يختلف عنه هؤلاء إذا استخفوا بإنسانيته؟ قد يقول قائل: صدام كان عدواً لشعبه، ولا يستحق أن يعامل معاملة إنسانية. ألم تكن هذه حجة صدام وهو يعامل معارضيه معاملة لا إنسانية لأنهم "أعداء الشعب والوطن"؟ إن ثقافة احتقار الانسان هي التي أنتجت صدام حسين، وأنتجت المصفقين لصدام حسين، وأنتجت الشامتين به الذين لم يعترضوا على إهانته وإذلاله. نحن في حاجة الى ثقافة جديدة تحترم الإنسان، ولا تدوس على إنسانيته تحت أي حجة من الحجج، أو ذريعة من الذرائع. دمشق - الدكتور ياسر العيتي [email protected]