بلغ مستوى المياه في نهر الراين الذي يبلغ طوله 1320 كيلومتراً والذي يشتهر بقلاع تعود الى القرون الوسطى على ضفتيه ويعد ممراً حيوياً للنقل الاوروبي، أدنى مستوى بعد موجة حارة أضرت ايضاً بالمزارع التي تعتمد على هذا الشريان المائي. وقال فيلي بيلغرام 64 عاماً الذي تطل شقته الواقعة في كولونيا على نهر الراين: "المستوى منخفض جداً جداً جداً". وتكدست أكوام من الحجارة والصخور وعبوات الجعة البلاستيكية وغيرها من القمامة على امتداد إحدى ضفتي النهر في حين أن كومة من الرمال، تمتد على الجانب الآخر مثل شاطئ بحري حيث عادة ما كانت المياه ترتطم بجدار من الحجارة. وقالت ميلاني ماوريدر 30 عاماً وهي من سكان كولونيا أيضاً: "الكل يقول انهم لم يروا النهر ينخفض الى هذا المستوى منذ عصور… في العادة لا نرى الصخور هنا". وأعلنت هيئة الملاحة المائية في المانيا ان قطاعات معينة من الراين بلغت أدنى مستوياتها منذ اكثر من مئة عام. ونتيجة لذلك فإن شركات السياحة التي تنظم الرحلات النهرية وشركات الشحن التي تنقل 200 مليون طن من البضائع في الجزء الالماني من النهر وحده، شهدت انخفاضاً في المبيعات بما ان السفن غير قادرة على السير في هذا المستوى المنخفض. كما أن سفن الركاب أصبحت تقل عدداً أقل من السائحين لأنه لا يمكنها الوصول الى الشاطئ لأخذهم. وأخيراً سقطت الامطار وبعد شهور من موجة شديدة الحرارة في كل أنحاء اوروبا زاد مستوى المياه تدرجاً. الا ان الخسائر التي سببها انخفاض مستوى المياه لم تنته والمستقبل لا يبشر بالخير. وقال غيرد فرانكه رئيس هيئة المياه والشحن في كولونيا: "لا بد ان تسقط الامطار مرتين اسبوعياً بشكل متواصل حتى يرتفع مستوى المياه مرة أخرى ببطء". وأضاف ان الاسوأ من ذلك هو أن أيلول سبتمبر شهر الجفاف في العادة. وقال: "لم نمر بعد بالفترة الحرجة". ويعتبر الراين الذي يمر عبر سويسراوالمانيا وهولندا أكثر الممرات المائية ازدحاماً في اوروبا. وقال ارفين سبيتسر نائب مدير الاعمال في هيئة الشحن بي دي بي الالمانية: "الراين هو الشريان الرئيسي للملاحة داخل اوروبا". وأضاف ان انخفاض مستوى المياه يعني ان السفن تسير في النهر بأقل من نصف حمولتها، ما يضطر الشركات الى استخدام أربع أو خمس سفن. وقال نوربرت شميتس رئيس مؤسسة "كولن دوسلدورفر دويتشه راينشيف ارت"، التي تنظم الرحلات السياحية في الراين، ان ضحالة المياه اضطرتهم لاغلاق تسعة مواقع لان السفن لا يمكنها الرسو. ولكن على رغم الاثر السلبي الذي سببه انخفاض الراين على الملاحة في أوروبا قال اقتصاديون ان هذا الامر لن يكون له أثر يذكر على اقتصاد المانيا الذي يعاني بالفعل من الركود. وذكرت اولريكه كاستنز الخبيرة الاقتصادية ان قطاع الملاحة لا يمثل سوى 0.2 في المئة من اجمالي الناتج المحلي لالمانيا، مضيفة: "بالنسبة لمجمل الاقتصاد فان هذا الامر غير مؤثر على الاطلاق".