أعربت كينيا التي نجحت في جمع نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه وزعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق عن الأمل بأن محادثات الجانبين ستؤدي الى تحقيق تقدم في مفاوضات السلام، فيما أفادت انباء من الخرطوم ان اجتماعات طه وقرنق التي بدأت أول من أمس واستمرت أمس تتم في "جو ودي خال من أي توتر". لكن لم ترشح أي تفاصيل عن مضمون المحادثات، وان كان مقرراً ان تركز على قسمة السلطة والثروة والاجراءات الأمنية التي يختلف الجانبان في شأنها، مما أدى الى فشل جولة المفاوضات السابقة. استأنف أمس الجمعة زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق والنائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه اجتماعاتهما، في محاولة لمنع انهيار محادثات السلام بين الجانبين. وقال كالونزو موسيوكا وزير الخارجية الكيني للصحافيين، أثناء وقوفه الى جوار قرنق وطه: "انني سعيد بأن الجليد كسر فعلاً. انهما مصممان على إحلال السلام في بلادهما. ونأمل بأن يتمكنا من اعلان ان عملية السلام لا يمكن الرجوع عنها فعلاً". وأضاف ان الجانبين أعلنا ان اللقاء سيستمر "كل الوقت اللازم والى أن يتحقق تقدم". والتقى قرنق وطه للمرة الأولى في ساعة متقدمة من مساء أمس في منتجع راق منعزل في بلدة نيفاشا الواقعة على بعد 90 كيلومتراً غرب العاصمة الكينية نيروبي. واستأنف الرجلان اجتماعهما أمس، وقطعا الاجتماع لفترة وجيزة للسماح للصحافة بالتقاط صور لهما مع موسيوكا. ولم يدل اي منهما بتصريحات. وقال موسيوكا: "انني متفائل جدا في ان نتمكن من تحقيق تقدم بعد المشاورات بين هذين الزعيمين". ووصف المحادثات بأنها "اجتماع ودي للغاية". وتعثرت محادثات السلام في الشهور الاخيرة بعد التوصل لاطار اتفاق منذ ما يقرب من عام. ومن المقرر ان تبدأ الجولة المقبلة من المحادثات في العاشر من أيلول سبتمبر الجاري. وقال موسيوكا: "التصريح الذي أدلى به جون قرنق لدى وصوله شجعني جداً. لقد قال بالتحديد انهم جاؤوا الى نيفاشا لازالة العقبات امام عملية السلام". ولدى عودة الرجلين الى قاعة في الفندق لاستئناف المحادثات سئل موسيوكا هل يعتقد بأنهما مستعدان لتقديم تنازلات فقال من دون تعقيب "اعتقد بأنهما سيبدآن هذه الجلسة الآن". وقال قرنق الذي وصل الى نيروبي بعد ظهر أول من امس انه ملتزم عملية السلام، لكنه امتنع عن تحديد التنازلات المستعد لتقديمها في محادثاته مع طه. وأردف قائلا في مؤتمر صحافي: "بوضوح سيكون اجتماعا حاسما. حان الوقت لحل الازمة السودانية". واكد قرنق ان قضايا الخلاف الرئيسية هي كيفية تقسيم السلطة، بما في ذلك الرئاسة والثروة ولا سيما النفط. وقال ان القضايا الاخرى تشمل الامن والخلاف على مناطق الصراع الثلاث وهي ابيي وجبال النوبة وجنوب النيل التي يطالب الطرفان بالسيادة عليها. وفي الخرطوم، نقلت صحيفة "الانباء" الحكومية أمس عن مصادر حكومية ان لقاء ثنائيا ضم طه وقرنق، بعد لقاء موسع ضم وفدي الجانبين ومسؤولين من الهيئة الحكومية للتنمية ايغاد التي تقوم بدور الوساطة بينهما، استمر ثلاث ساعات. ونقلت صحيفة "اخبار اليوم" عن الناطق باسم الحكومة سيد الخطيب قوله ان اللقاء كان "ودياً وخالياً من اي توتر". وقال وزير شؤون مجلس الوزراء نافع علي نافع، عضو الوفد الحكومي ان اللقاء تم في "جو ودي". واضاف ان "الامور تتطور بصورة مرضية". وهذه المرة الاولى، منذ بدء الحرب الاهلية قبل عشرين عاماً، يشرف قرنق بنفسه على المفاوضات مع الحكومة. وعلقت آخر جولة مفاوضات بين الخرطوم و"الجيش الشعبي" في 23 آب اغسطس بسبب معارضة الحكومة لوثيقة قدمتها الهيئة الحكومية للتنمية ايغاد لأنها ستقود برأيها الى انفصال جنوب السودان.