نظم مناهضو الحرب على العراق تظاهرات صاخبة في سائر أنحاء العالم أمس. وطالب المتظاهرون في لندن، حيث انخفضت شعبية رئيس الوزراء توني بلير الى أقل من 50 في المئة، بسحب الجيش من العراق وباستقالة بلير. وعمت التظاهرات اليونان والمانيا وتركيا وفرنسا، وكان متوقعاً أن يتظاهر الأميركيون بعد ظهر أمس في نيويورك وسان فرانسيسكو. ولوحظ ان عدد المتظاهرين كان قليلاً مقارنة بمئات الألوف والملايين التي تظاهرت قبل بدء الحرب على العراق، وكالعادة ربط المتظاهرون بين الاحتلال الأميركي للعراق والاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ونددوا بسياسة رئيس الوزراء ارييل شارون كما طالبوا بوقف بناء الجدار الأمني في الضفة الغربية. في أثينا، أفاد مصدر في الشرطة ان حوالى ثلاثة آلاف تظاهروا أمس وسط أثينا احتجاجاً على "احتلال العراق"، مطالبين ب"تحرير فلسطين". ويعتبر عدد المشاركين في هذه التظاهرة أقل بكثير من التظاهرات السابقة ضد الحرب على العراق لا سيما التي نظمت خلال فصل الربيع الماضي وجمعت حوالى 200 ألف شخص. ودعت الى التظاهرة التي نظمت في الساحة المركزية للعاصمة أمام مقر البرلمان، الكونفيدرالية العامة للعمال اليونانيين وعدد أعضائها 600 ألف وفيديرالية الموظفين 200 ألف والنقابة العمالية لأثينا ومجموعات دعاة السلام والمناهضين للعولمة. وحضر المشاركون بعد خطب ألقاها المنظمون وتلاوة رسالة من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، حفلة موسيقية للموسيقار الشهير ميكيس ثيودوراكيس بمشاركة أحد أهم المغنيين الشعبيين اليونانيين جورج دالاراس. وتوجه المتظاهرون بعد ذلك الى سفارة الولاياتالمتحدة واسرائيل. كذلك نظم تجمع تلته مسيرة لحوالى 500 شخص في سالونيكي شمال البلاد. وانتهت التظاهرة من دون حوادث تذكر أمام القنصلية الاميركية في المدينة. وفي باريس، تظاهر مئات الأشخاص بعد ظهر أمس احتجاجاً على التدخل والوجود العسكري الاميركي في العراق ومن أجل "العدالة" في الشرق الأوسط. وجاءت التظاهرة تلبية لدعوة الحزب الشيوعي والرابطة الشيوعية الثورية وحركة النضال العمالي وحركة مناهضة العنصرية ومن "أجل الصداقة بين الشعوب" ورابطة حقوق الانسان. وسار في مقدم التظاهرة مسؤول الرابطة الشيوعية الثورية الان كريفين ورئيس حركة مناهضة العنصرية و"من أجل الصداقة بين الشعوب" مولود عونيت وراء لافتة كتب عليها "حرية وسيادة للعراقيين. انسحاب قوات الاحتلال. سلام وعدالة وديموقراطية في الشرق الأوسط". في لندن، تدفق عشرات الآلاف الى قلب العاصمة البريطانية أمس للاعراب عن معارضتهم للسياسة الأميركية البريطانية في العراق والمطالبة بانسحاب القوات البريطانية. وانطلق المتظاهرون الذين قدر المنظمون عددهم بمئة ألف والشرطة بعشرة آلاف من حديقة هايدبارك ظهر أمس الى ساحة الطرف الأغر، حيث ألقيت كلمات هاجمت تدخل الحكومة البريطانية في العراق الى جانب القوات الأميركية. وتأتي هذه التظاهرة استجابة لدعوة التحالف ضد الحرب ستوب ذي وور كواليشن الذي يضم عدداً من حركات دعاة السلام وبينها الحملة البريطانية لنزع الأسلحة النووية. ورفعت خلال التظاهرة لافتة تدعو الى وقف الحرب وقد غطت بقع الدم بعض حروفها وأخرى تتهم بلير بالكذب وتقول "كفى كذباً". وارتفعت لافتات تدعو ايضاً الى "الحرية لفلسطين" ورفع بعض المتظاهرين أعلاماً فلسطينية. وكانت نظمت أكبر تظاهرة مناهضة للحرب في 15 شباط فبراير ضمت مليون شخص في وسط لندن. وأعلنت كايت هودسن رئيسة منظمة الحملة من أجل نزع الأسلحة النووية "ان للبريطانيين الحق في أن يعرفوا حقيقة الأحداث التي أدت الى الحرب غير المشروعة في العراق والتي ألحقت بشعب هذا البلد معاناة لا توصف". في بيروت، انطلقت مسيرة شعبية تضامناً مع فلسطينوالعراق ودعماً لسورية ولبنان، دعت إليها لجنة المتابعة للحملة الأهلية لنصرة فلسطينوالعراق. وشاركت في المسيرة أحزاب لبنانية وفصائل فلسطينية ورفعت صور كبيرة للرئيسين اللبناني إميل لحود والسوري بشار الأسد والرئيس الراحل جمال عبدالناصر وصور للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ممتطياً حصاناً، وردد المشاركون في المسيرة هتافات بايع بعضها عرفات. وتقدم المتظاهرين رئيس الحكومة السابق سليم الحص وشخصيات سياسية وقيادات حزبية. وألقى الحص كلمة شجب فيها استضافة وفود إسرائيلية في مؤتمرات تعقد على أرض عربية. وتوقف عند الضغوط التي تتعرض لها سورية في الكونغرس الأميركي وعند صمود المقاومين في فلسطين، واعتبر "ان "خريطة الطريق ليست الطريق الأسلم لتحرير فلسطين بل هي مكيدة لزرع بذور الفتنة بين الفلسطينيين في المرحلة الأولى والدخول في مفاوضات عقيمة في مرحلة ثانية بعدما يكون الفلسطينيون جردوا من انتفاضتهم". ودان الاحتلال الأميركي - البريطاني للعراق، وفي المقابل دعا الى كسب الرأي العام الأميركي "وليس استعدائه". وإذ أكد "ان طريق الحرية وعر وشاق" دعا الى "تعبئة الإمكانات العربية"، مشيراً الى "ان لبنان سيبقى المنبر الذي ينطق باسم العرب ويذود عن قضاياهم".