تظاهر عشرات الألوف من دعاة السلام امس في لندن تعبيراً عن غضبهم على رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وللمطالبة بوضع حد "لاحتلال" العراق. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "بلير يسميه تحرير، لكنه احتلال"، و"لا سلام من دون عدالة، اسحبوا القوات من الشرق الاوسط". وأعلن المخرج البريطاني كين لوتش الذي كان يسير في مقدم التظاهرة: "علينا ان نضع حداً للاحتلال في العراق. انه غير شرعي ومخالف للقانون الدولي". واضاف المخرج الناشط الذي وقع عدداً من الافلام الناجحة: "نجد انفسنا مرة جديدة في وضع مخالف للقانون الدولي"، في اشارة الى مرحلة الادارة التي ستلي النزاع في العراق. وتوجه آلاف المتظاهرين قبل الظهر الى لندن في مئات الحافلات القادمة من مختلف انحاء بريطانيا، بدعوة من ائتلاف "اوقفوا الحرب" الذي يضم 300 منظمة، وانطلقت التظاهرة حوالى الساعة 30،12 30،11 ت. غ. وقالت كايت هدسون المسؤولة في الائتلاف: "الحرب مستمرة وما زال اشخاص يقتلون" في العراق. وقال جيريمي كوربين النائب الذي ينتمي الى الجناح العمالي المعارض للحرب على العراق: "قتل حتى الآن خمسة آلاف مدني في العراق. وهذا يشبه الاحتلال الاستعماري". وفي روما، احتشد نحو 100 ألف شخص للمشاركة في مسيرة احتجاج على السياسة الاميركية والحرب على العراق بحسب المنظمين. وتعذر على الشرطة ان تقدر عدد المتظاهرين، فيما تحدث الصحافيون عن "عشرات الآلاف". وتقدمت المسيرة التي نظمتها لجنة "لنوقف الحرب" لافتة كبيرة كتب عليها "لا لحرب بلا نهاية" في الوقت الذي رافقت فيه مروحية للشرطة المسيرة منذ انطلاقها في الساعة الواحدة من بعد ظهر امس بتوقيت غرينتش، وخلال تجوالها في شوارع العاصمة الايطالية. وأعلن زعيم الخضر في ايطاليا الفونسو بيكورارو سكانيو الذي شارك في المسيرة: "امام زعزعة الاستقرار في العالم اليوم، فاننا بحاجة مستمرة لمزيد من التعبئة من أجل السلام والعدالة والحرية والديموقراطية". ومن جانبه، قال الامين العام للحزب الشيوعي فوستو برتينوتي: "لقد انتهت الحرب بشكلها الأعنف وكوسيلة تقليدية للتدمير، لكنها مستمرة على شكل نزاع أخف عنفاً وكنظرية استراتيجية للهيمنة على العالم من خلال صيغة الحرب الوقائية التي وضعها بوش". وتضم لجنة "لنوقف الحرب" نحو مئة جمعية وحزب يساري ونقابات ومنظمات غير حكومية وحركات داعية للسلام ومناهضة للعولمة. كذلك شهدت مدن اميركية كلوس انجليس وواشنطن وسان فرانسيسكو تظاهرات حاشدة رفعت خلالها لافتات "الاحتلال لا يعني الحرية". وقالت محامية مدافعة عن حقوق الانسان ومنظمة للتظاهرة في واشنطن: "ان تكون قادراً على احتلال بلد عسكرياً هو أمر مختلف عن تحويله الى ولاية مطيعة". وفي دكا نزل الى الشوارع حوالى خمسين الفاً من تلامذة المدارس الذين اتهموا الولاياتالمتحدةوبريطانيا بارتكاب جرائم حرب ضد الانسانية. وحمل الكثيرون منهم اسلحة ورشاشات مزيفة في اشارة الى استعدادهم لمقاتلة قوات "التحالف". وقال محمد سليم 10 سنوات: "قد يكون الجنود الاميركيون والبريطانيون نجحوا في احتلال العراق، ولكنهم فشلوا في كسب ود أهله". وشكل نحو الف وخمسمئة شخص طوقاً بشرياً حول القنصليتين البريطانية والاميركية في كالكتا، محذرين من تحول العراق الى "فييتنام ثانية للأميركيين". واحتشد في سيول حوالى أربعة آلاف شخص مطالبين الحكومة بالرجوع عن قرار ارسال جنود غير محاربين الى العراق بقيادة الولاياتالمتحدة. وفي هونغ كونغ احتج نحو مئة شخص أمام القنصلية الاميركية ورددوا هتافات "بوش وبلير مجرمان". وتظاهر ايضاً حوالى ألفي شخص في العاصمة النروجية اوسلو طالبين من الولاياتالمتحدة افساح المجال للأمم المتحدة بإعادة إعمار العراق، وحملوا لافتات كتب عليها "لتخرج الولاياتالمتحدة… وتدخل الاممالمتحدة". وقالت متظاهرة سويدية شاركت في تجمع من نحو 500 شخص في استوكهولم: "اعتقد ان الحرب الفعلية بدأت لتوها". واضافت: "سيتوجهون الى سورية أو كوريا الشمالية أو أي مكان يمارسون فيه قوتهم". واستمرت التظاهرات المناهضة للحرب لليوم الثالث على التوالي في طهران امام السفارة البريطانية، فيما نزل متظاهرو مانيلا الى الشوارع وهم يرتدون الاقنعة الواقية تحسباً لاصابتهم بالالتهاب الرئوي القاتل.