نوه البطريرك الماروني نصر الله صفير بجهود الرئيس الفرنسي جاك شيراك تجاه لبنان واصفاً إياه "بصديق لبنان الذي انجز باريس 1 و2 وربما باريس - 3". وقال تعليقاً على الادعاء على العماد ميشال عون: "يجب تطبيق العدالة على الجميع" وكشف انه سيلتقي عون في العاصمة الفرنسية "إذا احب ذلك". كلام صفير جاء رداً على اسئلة الصحافيين في مطار بيروت الدولي قبل توجهه الى باريس في بداية جولة اوروبية تشمل كلاً من فرنسا وبلجيكا وسويسرا وأسوج وألمانيا وبريطانيا وتستمر حتى الحادي عشر من تشرين الثاني نوفمبر المقبل يلتقي خلالها عدداً من قادة هذه الدول وأبناء الجالية اللبنانية. وودع صفير الذي غادر على متن طائرة خاصة بنائب رئيس الحكومة عصام فارس ممثل رئيس الجمهورية الوزير عبدالله فرحات وسفير فرنسا في لبنان فيليب لوكورتييه وعدداً كبيراً من الشخصيات ورجال الدين. وقال صفير ان "الجولة هي اولاً راعوية لأننا سنزور اللبنانيين وخصوصاً الموارنة ومن بينهم الذين هم في بعض البلدان الأوروبية، اما الشق غير الراعوي فسنرى ما اذا كان في الإمكان ان نتحدث بالشؤون التي تهم لبنان". وعن لقائه البابا يوحنا بولس الثاني قال: "الحبر الأعظم سيحتفل هذه السنة بمرور 25 سنة على تبوئه السدة البابوية ولذلك سيحضر جميع الكرادلة وسيكون احتفالاً كبيراً وسنشترك فيه. اما ما خص الإرشاد الرسولي فهو قيد التطبيق كما هو معروف". وسئل: "سيكون لكم لقاء مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك ماذا ستطلبون منه؟" قال: "الرئيس شيراك برهن بصورة خاصة انه صديق للبنان وأنه سيحاول ان يساعد هذا البلد وأكبر برهان انه دعا الى باريس وباريس -2 وربما سيدعو الى باريس -3، وكذلك كان المؤتمر الفرنكوفوني في لبنان وكل هذا يدل الى ان فرنسا تبقى اقرب دولة الى لبنان، خصوصاً ان العلاقات بينها وبين لبنان ترقى الى عهد بعيد وأن الفرنسيين كانوا هم الدولة المنتدبة في لبنان وهي التي قادته الى الاستقلال". قيل له: "لم نسمع منكم حتى الآن موقفاً محدداً حول شهادة العماد ميشال عون في الكونغرس الأميركي في شأن محاسبة سورية، فماذا يمكن التعليق على هذا الموضوع؟". قال: "لا اعتقد ان التعليق يفيد شيئاً، وهذا الأمر كنا بغنى عنه وموقفنا ليس اساسياً ولا رئيساً انما هذا امر، كما قلنا، ربما كنا في غنى عنه، لكن نحن نبقى في بلد ديموقراطي والعدالة يجب ان تكون عدالة بحصر المعنى، فلا ينتظر ان يكون هناك موقف لكي تمشي العدالة، فالعدالة كان يجب ان تسير منذ زمن بعيد وأن يقطع الأمر نهائياً". هل ستلتقون العماد عون اذا طلب مقابلتكم في فرنسا؟ قال: "عرفت ان العماد عون هو خارج فرنسا ولكن اذا كان في فرنسا وأحب ان نلتقي فسنلتقي". وعن موقفه من قضية إحالته على القضاء اللبناني قال: "هذا امر ينظر فيه، نحن قلنا ان العدالة يجب ان تكون جازمة، إذا كان هناك من ملف للجنرال عون كان يجب ان ينظر فيه نهائياً وليس للعدالة ان تنتظر ان يكون له موقف ثم يؤخذ موقف قبالة الموقف الذي اخذه فهذا ليس فيه شيء من العدالة". وعن العبرة التي يقرأها من انتخابات بعبدا - عاليه بعد ما حدث اخيراً، قال: "انتهت، على الأساس المعروف". وتمنى "ان يكون هناك اصلاح وأن يسير هذا الإصلاح الى النهاية وليس ان يتوقف في مكان ما". وعن رأيه في قول وزير الإعلام ميشال سماحة بمستقبل علاقات جيدة بين بكركي ودمشق وهل في هذا الرأي مؤشر ايجابي في القريب العاجل؟ قال: "ليس لي ان احدد وقتاً، إنما نحن قلنا ان العلاقات بين لبنان وسورية يجب ان تكون علاقة جارين وأخوين متفاهمين ولكن متى سيتم ذلك، لا أدري ولكننا كنا ولا نزال نصر على ان كل بلد له الحق في ان يكون مستقلاً وسيداً لأمره وأن يكون له قراره الحر وهذا لا ينفي الأخوة والتنسيق بين البلدين". وهل الانفتاح في العلاقات بين بكركي ودمشق يؤشر الى زيارة قريبة ستقومون بها الى العاصمة السورية؟ قال: "نحن كنا دائماً منفتحين ولسنا منغلقين. اما الزيارة فلها وقتها". وفي باريس قالت وزارة الخارجية الفرنسية ان زيارة صفير تندرج في اطار العلاقات الجيدة جداً القائمة بين لبنانوفرنسا. ومن المقرر ان يلتقي صفير خلال وجوده في العاصمة الفرنسية اضافة الى شيراك، رئيسي مجلس الشيوخ كريستيان بونسليه، والحكومة جان بيار رافاران ووزيري الداخلية والخارجية، نيكولا ساركوزي ودومينيك دوفيلبان. وأشارت الخارجية الفرنسية الى ان "فرنسا مسرورة لاستقبالها هذه الشخصية اللبنانية التي تمثل طائفة تربطها بها علاقات قوية جداً وقديمة". وكان صفير قال في حديث مع صحيفة "لوفيغارو": "ان الوجود العسكري السوري في لبنان لم يلحق الأذى بالبلاد مقدار ما ألحقه تدخل سورية في الشؤون الداخلية اللبنانية". وأضاف: "ان الشباب اللبناني، اي مستقبل البلاد يهاجر بسبب البطالة وأيضاً لأنه لا يتحمل المناخ السياسي". وأقر صفير بأن المسؤولية مشتركة "وبأن لبنانيين يتوجهون الى دمشق للحصول على وظائف ومناصب، لكن سورية التي تلبي طلباتهم تتصرف وكأنها رئيس المراسم". ونفى ان تكون معارضة السيطرة السورية مقتصرة على المسيحيين، وقال انها تستند الى قضية مبدئية وأن "لبنان مثله مثل اي بلد آخر يطالب بالاستقلال والسيادة والسيطرة على قراراته"، وأن "هذا الحرص مشترك لدى كل اللبنانيين لكن بعضهم يعبر عنه بصراحة اكبر". وأكد صفير ان "من مصلحة لبنان ان تسوى الأمور بطريقة ودية"، لأنه "إذا انسحبت سورية من لبنان في اطار نزاع، فإن هذا لن يكون مرضياً لا للبنان ولا لسورية". وعما اذا كان الكثير من المسيحيين في لبنان ينظرون الى مستقبلهم في شكل منفصل عن المسلمين، قال ان "البعض ربما يفكر بالتقسيم، لكنني لست من هؤلاء" وأن "العيش المشترك يعود بالنفع على كلتا الطائفتين". وأضاف ان لا بديل عن العيش المشترك، وأن "كل الذين حاولوا انشاء كيان مسيحي لم ينجحوا"، لكنه اشار الى ان الكثير من المسيحيين "يعتبرون انهم خرجوا من الحرب مهزومين ومهمشين". وعن الوضع في العراق وانعكاساته المحتملة على لبنان ذكّر صفير بالمثل القائل انه "عندما يكون جارك بخير تكون انت بخير ايضاً"، وأن هذا المثل ينطبق ايضاً على الدول، "فعندما يكون جيراننا بحال سيئة، فإن خطر العدوى يكون قائماً". ورأى ان لبنان من الناحية الأمنية "اكثر متانة من اي بلد آخر في المنطقة" وأن "اسرائيل تبقى مصدر تهديد"، لكنه تمنى "ان تكون صفحة الحرب قلبت نهائياً". وكان صفير اوفد السفير السابق سيمون كرم للقاء السيد محمد حسين فضل الله وتقديم التعازي له باسمه باستشهاد ابن خالته السيد محمد باقر الحكيم، وتم خلال اللقاء عرض الوضع اللبناني اضافة الى التحديات التي تواجهها المنطقة في المرحلة المقبلة.