انتهت الممثلة اللبنانية ليز سركيسيان، المعروفة باسم ايمان، من تصوير دورها في مسلسل "غدر وكبرياء"، الذي يجسد شخصية سيدة أعمال، وبدأت تصوير دورها في مسلسل آخر هو "رحلة العمر"، ويتمحور حول صداقة بين ثلاث نساء. وتؤكد سركيسيان ان المسرح أفادها كثيراً في تجربتها التلفزيونية والسينمائية، مشددة على انها تحاول "التمرد" على ادوار الشر والاغراء التي ميزت الكثير من أعمالها، وموضحة ان شخصيتها الحقيقية تناقض تماماً تلك الأدوار. تحدثت ايمان الى "الحياة" حول مشوارها الفني وآخر اعمالها، خلال الحوار الآتي. لماذا تم حصرك في أعمال كثيرة في أدوار الشريرة؟ - عندما ينجح فنان في دور معين فإن المنتجين والمخرجين يستسهلون ويرسلون اليه نوعية الادوار نفسها من منطلق أنه أجاد أحدها وسيجيد الأخرى حتماً، لذلك نجد أن هناك أدواراً معينة طاغية على فنان ما أكثر من الاخرى كما حدث مثلاً مع محمود المليجي الذي طغت عليه ادوار الشر على رغم تقديمه أدواراً طيبة جداً كما في فيلمي "الارض" و"حكاية حب"، لكن مجمل أعماله كانت في أدوار الشر. وعن نفسي كنت أتمنى أن يكون هناك تغيير كبير في نوعية أدواري وهو ما حدث اخيراً حيث جسدت شخصية زوجة طيبة ومخدوعة لديها مشاعر إنسانية عالية وضعف كبير، وذلك في مسلسل "كلمات" امام حسين فهمي وروجينا وعزت ابو عوف وميمي جمال وتأليف منى نور الدين واخراج تيسير عبود، والشيء نفسه في مسلسل "مذكرات ضرة" لأحمد النحاس قدمت فيه عدداً من الشخصيات ولا أنكر ان تجسيدي لأدوار الشر وتحديداً الجاسوسة في فيلم "الصعود الى الهاوية" ومسلسل "الثعلب" اثرا كثيراً على رأي الجمهور فيَّ. رومانسية هل أنت شريرة في الواقع؟ - اطلاقاً، وأعيش حياة عادية وبسيطة وأنزل الى السوق لأشتري اشيائي بنفسي، وشخصيتي في الواقع رومانسية وضعيفة وحساسة ومتأثرة بكل ما يدور حولي لذلك اشعر وأنا أقدم شخصيات الشر أنني بعيدة تماماً منها وهي بعيدة من شخصيتي الحقيقية. ماذا عن أدوار الاغراء ومحاولة تشبيهك بمارلين مونرو وهند رستم؟ - لا أنكر أنني قدمت عدداً كبيراً من أدوار الاغراء ولكنها اقل من خمسين في المئة من اعمالي وكانت كلها موظفة توظيفاً جيداً لخدمة العمل لضرورة فنية، وكل فنانة تؤدي هذه النوعية من الأدوار بطريقتها وأسلوبها الخاص ولا أدعي أنني اشبه مارلين مونرو أو هند رستم وأنا لا أحب ان أكون شبيهة لهما لأن لكل منهما اسلوبها المختلف. كيف يتأتى للفنان المحافظة على تألقه الفني خلال مشواره؟ - المسألة في حاجة الى ارادة قوية وحسن اختيار الأدوار والاجتهاد قدر المستطاع وأيضاً تنظيم كل شيء سواء في المأكل أو المشرب أو مواعيد النوم وممارسة الرياضة وهكذا. ماذا يجعلك تقبلين عملاً وترفضين آخر؟ - عندما يعرض علي احد الاعمال سواء التلفزيونية او السينمائية او المسرحية، فإنني اقرأ العمل بالكامل لأعرف اين الشخصية التي سأجسدها من القصة بالكامل، ولو شعرت بأنني إذا حذفت الشخصية من العمل يحدث تغيير في الخط الدرامي فإنني اقبلها، أي لا بد من أن تكون شخصية محورية في العمل بغض النظر عن مدى وجودها في جميع الحلقات. هل تفضلين الوقوف أمام ممثل دون آخر؟ - قدمت أدواراً عدة امام معظم النجوم، أحب التمثيل أمام الجميع لأن لكل نجم مميزاته. لمن تدينين بالفضل في مشوارك الفني؟ - لأبي الذي كان يعمل مخرجاً مسرحياً وهو كان ولا يزال مثلي الاعلى في التزامه واحترامه لعمله ومواعيده، كما لا أنكر أنني تأثرت كثيراً بفاتن حمامة ويوسف وهبي وفريد الاطرش، ذلك الجيل الذي تميز بالثقافة العالية والعطاء والالتزام والاحترام المتبادل وعدم وجود أي ضغائن او نميمة، وقد اسعدني الحظ بالعمل مع هؤلاء العمالقة. مدرسة لماذا ابتعدت عن الوقوف على خشبة المسرح خلال الفترة الماضية؟ - اعتبر المسرح المدرسة الحقيقية للفنان ولا أنكر أنه ساعدني كثيراً في نضجي الفني وأكسبني خبرة لم أكن لأكتسبها لو لم أقف على خشبته، كما فجر في داخلي مواهب وقدرات لم اتصور وجودها لدي. والمسرح مسؤولية كبيرة، وإذا لم يعجبني الدور كثيراً فإنني لا أغامر بالوقوف على الخشبة، وكان آخر اعمالي المسرحية "عزيزة" امام سعاد نصر وتأليف عزت آدم واخراج صلاح الحاج وجسدت شخصية بهيرة التي تريد السيطرة على احد القصور لتاريخه وجماله في حين ترفض عزيزة الفكرة لأن القصر يعتبر رمزاً تاريخياً، وناقش العمل عدداً من القضايا والهموم التي يعيشها الوطن العربي ومنها القضية الفلسطينية والحرب الظالمة على العراق وغيرها. وأين أنت من الاعمال الاستعراضية؟ - قدمت عدداً من الاستعراضات في مسرحية "هالة حبيبتي" ولكن المسرحية لم تصور بي، وأذكر أنني بعدما قدمت استعراضاً، ذات ليلة، مع فؤاد المهندس، صعد الى الخشبة شخص من الجمهور وأراد أن يضع "نقطة" من كثرة اقتناعه بالدور والاستعراض الذي قدمته. كما شاركت في مسرحية "بياعين الهوا" وقدمت فيها استعراضاً، وعن نفسي احب الشخصيات الدرامية جداً في الاستعراض لا التي يأخذ فيها الاستعراض مساحة على حساب الدراما. وربما لحبي الشديد للتمثيل، فإن المخرجين لا يختارونني في اعمال استعراضية على رغم نجاحي فيها. ما جديدك؟ - انتهيت من تصوير دوري في مسلسل "غدر وكبرياء" امام كمال ابو رية ولوسي وعزت ابو عوف وأحمد خليل وابراهيم يسري واخراج محمد عبدالعزيز وأجسد فيه شخصية سيدة اعمال تعيش وحيدة وتقع في غرام شاب أدمن القمار بعدما حدثت خلافات مع اهله، ويخطط هذا الشاب للاستيلاء على اموالها وبعدما يحصل عليها يغدر بها. كما بدأت تصوير دوري في مسلسل "رحلة العمر" امام مصطفى فهمي وفادية عبدالغني وكريمة مختار وجميل راتب وخالد زكي وعايدة رياض وتأليف اميرة ابو الفتوح واخراج رضا النجار، وتدور أحداثه حول ثلاث صديقات تجمعهن الحياة مرة أخرى بعد غياب 25 عاماً من دراستهم الجامعية وتستعرض كل منهن رحلتها مع الحياة طوال هذه الأيام. صدفة... فاحتراف لعبت الصدفة دوراً كبيراً في اتجاه اللبنانية ليز سركسيان، التي اشتهرت لاحقاً باسم ايمان، الى الفن حين اكتشفها المخرج المسرحي شكيب خوري وأشركها في مسرحية ناطقة باللغة الارمنية اثناء دراستها الصيدلة، وسرعان ما التقى بها المخرج الراحل بركات في احدى الحفلات وعرض عليها المشاركة في فيلمه "الحب الكبير" امام فريد الاطرش وفاتن حمامة ويوسف وهبي وعبدالسلام النابلسي. وبرزت بعد ذلك في أدوارها السينمائية امام المطربة فيروز. وخلال الحرب الاهلية في لبنان نقلت ليز نشاطها الفني الى مصر، حيث شاركت العام 1978 في فيلم "الصعود الى الهاوية" امام محمود ياسين ومديحة كامل وجميل راتب واخراج كمال الشيخ، ونجحت في تجسيد دور الجاسوسة الأمر الذي جعل المخرجين يحصرونها لفترة طويلة في ادوار الجاسوسة او الشريرة او أدوار الاغراء. وفي هذا السياق، شاركت ايمان في افلام "مع حبي واشواقي" و"قاتل ما قتلش حد" و"الرغبة" و"شعبان تحت الصفر" و"امهات في المنفى" و"الشريدة" و"دعوني انتقم" و"اولاد الاصول" و"عودة الماضي" و"العميل 13" و"المولد" و"فخ الجواسيس" و"الستات" و"كريستال"، وغيرها. كما شاركت في عدد من المسلسلات منها "الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين" أمام أحمد زكي وجميل راتب و"الثعلب" امام نور الشريف واخراج احمد خضر و"سيرة سعيد الزواني" و"كلمات" وغيرها الى جانب مسرحيات "هالة حبيبتي" و"بياعين الهوا" و"عزيزة".
