غادة عبدالرازق وجه سينمائي جديد، على رغم خطواتها الهادئة في طريق النجومية الا ان اداءها المختلف رسخ اسمها في الاذهان، وقدمت أوراق اعتمادها كبطلة جديدة من خلال افلام "لماضه" اخراج محمد عبدالعزيز، و"البطل" من اخراج مجدي احمد علي، ثم "جمال عبدالناصر" الذي جسدت فيه دور الفنانة المعتزلة برلنتي عبدالحميد، ارملة المشير عبدالحكيم عامر. "الحياة" التقتها وسألتها عن بدايتها الفنية؟ - لم يكن التمثيل هدف اعمل على تحقيقه، ودخولي ذلك العالم الساحر جاء عن طريق الصدفة، عندما رآني المخرج محمد عبدالعزيز عند الفنان سمير غانم الذي تربطني به صلة قرابة، وعرض عليّ دورا في فيلم "لماضه". واعتقدت انها مجرد دعابة لكني عندما وجدته جاداً في مطلبه وافقت على الفور، واكتشفت ان هذا هو طريقي الذي كنت ابحث عنه من زمن، وبالفعل بدأت ادخل عالم الفن برفق، لأني حتى الآن اعتبر نفسي هاوية واحلم بتقديم اعمال تعتبر في يوم ما من علامات السينما المصرية. هل يمكن اعتبار فيلم "البطل" من علامات السينما؟ - بغض النظر عن هذه النقطة، اعتقد ان الدور اضاف إلي كممثلة. فأنا لم اوافق عليه الا لأنني سأمثل امام الفنان احمد زكي ومع المخرج مجدي احمد علي، بالاضافة الى ان الدور كان جديدا وعلق في اذهان الناس. وماذا عن دورك في فيلم "عبدالناصر"؟ - بعد ان انتهيت من تصوير فيلم "البطل" عرض عليّ الاشتراك في فيلم "عبدالناصر" وكنت من قبل اتابع اخبار هذا الفيلم في المجلات والجرائد وان هناك نجمات كثيرات مرشحات لدوري برلنتي عبدالحميد وتحية زوجة الزعيم الراحل عبدالناصر. لكنني لم اتخيل ابداً انني سأقوم بدور واحدة منهما وانه بالتأكيد توجد ادوار نسائية ثانوية اخرى. لكنني فوجئت بأنني مرشحة لدور برلنتي عبدالحيمد وانه لا يوجد سوى دور تحية التي ستؤديها عبلة كامل، وبالفعل قرأت الدور وعملت اختباراً ونجحت فيه ودخلت البلاتوه وصورت الدور الذي لا يزيد على الاربعة مشاهد. وكيف كان استعدادك لاداء هذه الشخصية؟ - احضرت صور برلنتي لتقليد طريقة لبسها ومكياجها، وقرأت كتابها "المشير وانا"، لكن للاسف الفيلم لم يعط مساحة لشخصيتي برلنتي وتحية، لكي اخرج كل ما في داخلي، لأن الفيلم يركز على حياة الزعيم جمال عبدالناصر اولاً ثم عبدالحكيم عامر، وتحية وبرلنتي في خلفية حياتهما الاسرية، لذلك لم يحتج مني قراءة مكثفة عنها، لكني قرأت وشاهدت افلامها. ألم تخافي من المقارنة بها، خصوصاً وهي ما زالت تعيش بيننا؟ - لا لم اخف، وكنت اعرف انها ستعلن عدم صلاحيتي للدور "وستحتقر" ادائي، لكنني لو لم اثر بأدائي اي حفيظة داخلها، لكان معنى ذلك انني فشلت فشلاً ذريعاً، مما حدث من اعتراض على الفيلم وعلى ادائي لشخصيتها دليل نجاحي ونجاح الفيلم. هناك من يقول انك ستكونين نجمة الاغراء المقبلة؟ - يمكنني تخيل نفسي في اداء ادوار الاغراء، لكن بالشكل الذي كانت تقدمه الفنانة الكبيرة هند رستم، اما الاغراء الدخيل على الفيلم لمجرد الاثارة فهذا شكل يسيء الى الفنانة ولا يمكن ان اقبل به. مَنْ المخرج الذي تحلمين بالعمل معه؟ - اتمنى ان اعمل مع المخرج الكبير يوسف شاهين، لانه يفاجئنا في كل فيلم بأدوار نسائية غير متوقعة، كما يصعب عليّ تخيل شكل هذا الدور وان كنت اعتقد انه سيكون مختلفاً لأن يوسف شاهين يرى الممثلين من وجهة نظر مختلفة. * تجربة المسرح: لك تجربتان في مسرح الدولة، فهل اختلفت تجربتك المسرحية مع القطاع الخاص في مسرحية "حودة كرامة" التي تعرض حالياً؟ - تجربتي مع "حودة كرامة" جديدة تماماً عليَّ، ومعها اكتشفت ان العمل في المسرح الخاص اجمل من حيث مجموعة الفنانين الذين يعملون معي، والجمهور مريح في تجاوبه مع الفنان، اما مسرح الدولة فجمهوره صعب اضحاكه، كما ان مواعيد العمل في المسرح الخاص متأخرة وتتيح لي ان اعمل صباحاً في التلفزيون، والتعامل مع مخرج كبير مثل جلال الشرقاوي افادني كثيراً عكس مخرجي مسرح الدولة الذين ما زالو يقدمون تجارب فنية في بداية حياتهم. لكن مسرح القطاع الخاص مشهور بتقديمه أعمالاً خفيفة لا تقدم فكرة جيدة للجمهور؟ - مسرح جلال الشرقاوي يقدم فكرة ومضموناً في اطار خفيف يجعل الناس تضحك وتستفيد في الوقت نفسه، تماماً مثلما فعل مع "العالمة باشا" و"دستور يا اسيادنا" فهو يغلف فكرة سياسية بإطار كوميدي استعراضي يسهل وصول المعلومة الى الناس من دون ان يصابوا بالملل من كثرة الشعارات. هل يمكن اعتبار "حودة كرامة" بداية علاقتك بالاستعراض؟ - لا. قدمت استعراضات في مسرحية "نخلتين في العلالي" على مسرح البالون، لكن الاستعراض في "حودة كرامة" اكثر. وما شكل غادة عبدالرازق الاستعراضية؟ - انا طول عمري احب الاستعراض، فليس كل ممثلة قادرة على الغناء والرقص، ويمكن ان يكون شكل الفنانة لا يليق وجسمها وتركيبتها النفسية لا تؤهلها لذلك، لكنني في النهاية لا استطيع الحكم على شكلي وعموماً كل ما كتب عني كان جيداً. وماذا عن دورك في مسلسل "وادي فيران"؟ - اعتبر دوري في هذا المسلسل نقلة في حياتي الفنية، فأنا ألعب دور ميجور اسرائيلية تبدأ مشروع مدرسة لتجنيد ابناء البدو لحساب اسرائيل بعد ان يتم تأهيلهم، وهذا الدور يعد الاول من نوعه، فلا اعتقد انه تم تقديمه من قبل. ألا تخافين من ان يحصرك ذلك الدور في قالب الفتاة الاجنبية؟ - شكلي في المسلسل لا يأخذ الطابع الاجنبي، لكنني اظهر في شكل امرأة متسلطة وشديدة، واهم شيء عندها اسرائيل ونجاح مشروعها وليس شرطاً ان يحضرني الدور في شكل الشريرة، فالشر هنا ظاهر من خلال شخصية اليهودية المتعصبة لبلدها، والشيء نفسه قد نجده مع فتاة مصرية تعمل في الاستخبارات لمصلحة بلدها. هل تشعرين انك متأخرة كثيرا عن زميلاتك في مشوارك الفني؟ - مشواري الفني يمتد عبر ثلاث سنوات فقط، قدمت فيها ثلاثة افلام وثلاث مسرحيات وسبعة مسلسلات. واعتقد ان هذا يكفي وكان من الممكن أن اقدم اعمالاً اكثر لو كنت قبلت كل ما عرض عليّ، لكن الانتشار ليس هدفي. وهل تعتقدين ان جيلكم محظوظ فنياً؟ - بالعكس على رغم كثرة المنافذ الفنية وتعددها الا ان هناك وجوهاً جديدة كثيرة، والمنتجون لا يستطيعون التركيز على الكل، لكننا لسنا مظلومين، لأن كل واحد فينا يأخذ فرصته ومن يثبت جدارته يستمر. ومَنْ قدوتك في عالم الفن؟ - احب سعاد حسني ونادية لطفي، ويسرا والهام شاهين لأن طريقهم الفني يعجبني واحلم ان اكون على المستوى نفسه.