أعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون اعتقال احمد الحلبي، المترجم الاميركي - السوري الاصل التابع لسلاح الطيران والعامل في معتقل غوانتاناموكوبا، بتهمة التجسس وتمرير معلومات سرية الى سورية. وجاء ذلك بعد ايام من اعلان اعتقال الكابتن الاميركي - الصيني جيمس يي يوسف، واعظ غوانتانامو، بتهمة التجسس ايضاً. وذكرت خدمة "نيويورك تايمز" ان الحلبي 24 عاماً يواجه اكثر من 30 تهمة، من بينها محاولته تسريب خرائط عن المعتقل وصور عنه واسماء سجناء ورسائل منهم الى عميل يعمل لمصلحة سورية. وفي حال ادانته، يواجه الحلبي عقوبة الاعدام. وكان اعتقل في 23 تموز يوليو الماضي، ولكن السلطات اعلنت اعتقاله اول من امس بعدما كشفت شبكة "سي أن أن" النبأ. وصرح المحامي العسكري ل"الحلبي" الميجور كيم لندن: "لا نعتقد أننا رأينا ادلة كافية لدعم تلك الاتهامات". وقال الناطق باسم البنتاغون الميجور مايكيل شافرز إن الحلبي نقل منذ تسعة اشهر الى معتقل غوانتانامو حيث عمل مترجماً. واضاف ان الحلبي انخرط في القوات الجوية منذ نحو اربع سنوات. ونقل الحلبي اثر اعتقاله في مطار جاكسونفيل العسكري الى ترافيس ثم الى قاعدة فاندينبيرغ الجوية في كالفورنيا حيث يحتجز الآن. وأوضح مسؤولون في البنتاغون ان من بين التهم التي يواجهها الحلبي، اربعاً بالتجسس وثلاثاً تتعلق بمساعدة العدو، و11 تهمة بمخالفة امر قانوني وتسعاً باعطاء افادة خاطئة. والتهمة الاخطر التي يواجهها تكمن في محاولته "تمرير معلومات سرية الى الحكومة السورية" من بينها محاولة لتسريب رسالتين بخط اليد من معتقلين الى جانب اكثر من 180 رسالة الكترونية مسجلة في كمبيوتر محمول، وذلك بحسب مسؤولي البنتاغون. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين في البنتاغون ان الكابتن يي والحلبي عرفا بعضهما بعضاً، واستعان يي الذي منح حرية مقابلة السجناء بالحلبي كمترجماً، في وقت يتقن الاول استخدام اللغة العربية. وكانت السلطات اعتقلت يي الذي درس في دمشق وتزوج من سورية، في العاشر من الشهر الجاري، وعثرت على وثائق "سرية" كانت في حوزته لدى قدومه من المعتقل. نفي سوري وفي المقابل، نفى وزير الاعلام السوري احمد الحسن ان يكون "المواطن الاميركي من اصل سوري" احمد الحلبي مجنداً للتجسس لمصلحة سورية. وتساءل: "هل تعجز وكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي ان تجد شخصاً سبق لها ان ربته ودربته ليعمل في امور في غاية السرية؟". وقال الحسن ان ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" عن اعتقال الحلبي وتوجيه 30 تهمة من بينها ما يتعلق بالتجسس، "عار عن الصحة" اذ انه ليس صحيحاً ان يكون "لسورية جواسيس في غوانتانامو"، متسائلاً: "كيف يمكن ان استخدم شخصاً بعمل في غاية السرية ثم اكتشف بعد فترة انه يعمل لمصلحة جهة اخرى؟ ان هذا يتناقض مع المنطق والعقل"، لأنه "لا يعقل الا تجد ال"سي آي أي" شخصاً سبق لها ان دربته وربته ليعمل في امور في غاية السرية كهذه". وفي غضون ذلك، اعلن السناتور الديموقراطي تشارلز شومر ان وزارة العدل الاميركية تحقق في المجموعة التي يعتمد الجيش الاميركي عليها في تدريب الواعظين العسكريين. وأوضح ان "القوات المسلحة الاميركية - المسلمة" و"مجلس شؤون المتطوعين"، التابعين للمؤسسة الاميركية المسلمة، دربوا يي، ويخضعون للتحقيق الى جانب المدرسة العليا للعلوم الاجتماعية الاسلامية.