أكدت شركة مصنعة للأدوية في بريطانيا أنها تستعد لإنزال لقاح جديد يضمن وقف التدخين نهائياً بعد نجاح التجارب الأولية على اللقاح، الذي وُصف بأنه اختراق طبي سيساعد على الاقلاع عن الآفة التي تتسبب بوفاة ثلاثة ملايين شخص سنوياً من أصل بليون مدخن. وقال البروفسور كامبل بانس، الذي أشرف على تصنيع اللقاح، ل"الحياة" إن الحقنة المعروفة باسم "تانك" التي ستطرح في الأسواق في غضون خمس سنوات من الآن، تختلف عن الوسائل الأخرى التي استخدمت لهذه الغاية كالاستنشاق واللصوقات والمضغ، وذلك بسبب الأوامر التي يصدرها الدماغ إلى جهاز المناعة في الجسم، والتي تحول دون طلب النيكوتين. وأوضح البروفسور بانس أن تناول اللقاح يحول دون تشجيع المقلع عن التدخين على العودة إليه بعد حين، وذلك بسبب قدرة مكونات اللقاح على الحيلولة دون الاستمتاع بالنيكوتين، وبالتالي عدم تشجيع المدخن على تناول السجائر مجدداً، فالمناعة المتوافرة تقضي على الشعور باللذة لدى الشخص المدخن. وأشارت الباحثة لوسي ماننغ من شركة "زينوفا" المصنعة للأدوية في مدينة كامبردج البريطانية إلى أن المضادات التي يحتويها اللقاح تبين بعد الفحوص التي أجريت على أشخاص شاركوا في التجارب، أنها تتلون مما يدل على استيعابهم للقاح وبالتالي وقوعهم تحت تأثيره. بين ثلاثة وستة لقاحات ويشارك في الأبحاث الجديدة، التي ستبدأ الأسبوع المقبل في بلجيكا، 60 رجلاً وامرأة من مختلف الأعمار، وذلك بعدما بيّنت التجربة الأولى التي استمرت عاماً كاملاً ان "تانك" لا يترك أي مضاعفات جانبية على متناولي اللقاح الذي يقدر ثمنه بأقل من ثمن حبة الفياغرا عند طرحه على المستهلك. وعلى رغم أن من الصعب معرفة عدد اللقاحات التي يحتاج إليها المدخن للاقلاع عن التدخين حالياً، إلا أن البروفسور بانس يتوقع أن تراوح بين ثلاثة وستة لقاحات في غضون فترة لا تتجاوز العام. وتزامن الحديث عن الاكتشاف الطبي الجديد مع توجهات للاتحاد الأوروبي بحظر التدخين كلياً في المطاعم والملاهي، في وقت تؤكد الاحصاءات أن حوالى ثمانين في المئة من الذين يحاولون الاقلاع عن التدخين يفشلون في ذلك. وقالت أوساط قريبة من رئيس الوزراء البريطاني توني بلير انه يفضل أن تترك المفوضية الأوروبية أمر حظر التدخين للمؤسسات والمطاعم والملاهي التي بدأت تلقائياً تتخذ اجراءات في هذا الصدد من دون انتظار صدور تشريعات رسمية بهذا الخصوص. ويقول البروفسور بروس إن اللقاح الجديد يمكن استخدامه لحقن الأطفال في سن مبكرة بحيث يعزفون عن الوقوع في ادمان النيكوتين وبالتالي تدخين السجائر.