تعهد زعماء المسلمين الامريكيين الذين ساءتهم رقابة الحكومة عليهم بالتصويت ككتلة واحدة ضد الرئيس الأمريكي جورج بوش في الانتخابات الرئاسية عام 2004 احتجاجا على معاملة العرب والمسلمين في البلاد. وأعلنت أربعة منظمات منهم أنها بدأت التوجه الى المساجد لتشجيع مليون ناخب أمريكي مسلم على التسجيل في اللوائح الانتخابية لجعل الحقوق المدنية قضية ذات أولوية قصوى في دعم أي مرشح رئاسي. وأعلن نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الاسلامية (كير) ان المسلمين الأمريكيين سينتهزون فرصة الانتخابات للتعبير عن استيائهم من ادارة بوش التي تمارس تمييزا بحقهم. واضاف عوض ان المسلمين يريدون التصويت للدفاع عن حرياتهم ومستقبلهم وذلك في ختام مؤتمر سنوي عقد خلال نهاية الاسبوع في شيكاغو بولاية ايلينوي، ضم ابرز منظمات مسلمة وهي: مجلس العلاقات الأمريكية الاسلامية والمجلس الأمريكي المسلم والتحالف الأمريكي المسلم ومجلس الشؤون العامة الاسلامية. وقال: نشعر بانتقاص من الحريات المدنية في هذا البلد .. ثمة لحظة فاصلة للاسلام في امريكا تقترب .. لا يمكن أن نتخلى عن مستقبلنا ومصيرنا للكره في هذا البلد. ومنذ هجوم 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن، يشعر المسلمون بانهم ضحية ممارسات عنصرية ويحتجون على طرد او سجن مسلمين يحرمون في غالب الاحيان من حق الدفاع عن انفسهم امام القضاء باسم الامن القومي. واضاف عوض: نريد ان تتم معاملتنا بالطريقة نفسها وبالاحترام نفسه امام القانون. وكان اول دعم موحد قام به الزعماء المسلمون في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2000م لصالح الرئيس الحالي جورج دبليو بوش وقد اعتقد الكثيرون انه سيسلك مسارا اشد صرامة مع اسرائيل وسيحمي حقوق المهاجرين ممن يواجهون الترحيل وذلك بناء على مايتفوه به في تصريحات له اثناء حملته الانتخابية لكن المسلمين قد خابت آمالهم للغاية نظرا لأداء بوش السيئ تجاه هذين الامرين. وبعد احداث 11 من سبتمبر2001 نال الرئيس بوش الاشادة من المسلمين الامريكيين اثر قيامه بزيارة مسجد، إلا أن الحكومة الفيدرالية بعد تلك الزيارة قامت باحتجاز مئات المهاجرين وباغلاق جمعيات خيرية اسلامية امريكية بحجة الاشتباه في علاقتها بالارهاب، كما أعطيت الحكومة الفيدرالية سلطات جديدة واسعة لمراقبة المواطنين يخولها في ذلك المرسوم الوطني الامريكي المثير للجدل. وبينما تقول ادارة بوش ان هذه الخطوات غاية في الاهمية لصيانة الامن الامريكي يرى المسلمون الامريكيون انهم قد جعل منهم كبش فداء في هذه الاجراءات. ولا يزال من غير الجلي مدى التأثير الذي سيحدثه المسلمون الامريكيون في انتخابات 2004م حيث ان تقديرات تعداد المسلمين تتفاوت جذريا من 2 مليون مسلم الى 6 ملايين، إلا أن كثيرا من المسلمين في الولاياتالمتحدة ذوو ثقافة عالية وبايديهم الوسائل الكفيلة بتنظيم حملات تبرع كبيرة.