أعلنت القيادة العسكرية الأميركية أنها تفكر في الانسحاب من بعض المدن العراقية بعد سلسلة هجمات استهدفت قواتها في "المثلث السني"، وتضاربت المعلومات عن حصيلتها، في حين شهدت منطقة كردستان اشتباكات بين الأكراد وعشيرة عربية لخلاف على ملكية أرض، ورشق متظاهرون أكراد القوات الاميركية بالحجارة عندما حاولت نزع اعلام كردية رفعت في الشوارع. أعلن اللفتنانت جنرال ريكاردو سانشيز قائد القوات الاميركية في العراق امس انه يدرس سحب قواته من بعض المدن العراقية. وقال إنه سيفعل ذلك عندما تصبح قوات الأمن المحلية جاهزة لتولي المسؤولية في تلك المدن. وأضاف سانشيز، الذي يقود قوة اميركية قوامها 150 ألف جندي مسؤولة عن تحقيق الاستقرار في العراق بعد الحرب: "سنكون على استعداد لأن نفعل ذلك على الفور إذا توفرت تلك الظروف في أي مكان في البلاد". وزاد: "نفكر في ذلك الآن لنرى ان كانت هناك قوة كافية موجودة بالفعل… في بعض المدن وسنكون سعداء للغاية ان نبدأ في الخروج منها". وقال سانشيز في بيان ان قواته ستنقل الى مواقع خارج المدن لكنها ستكون جاهزة لمساعدة الشرطة المحلية وقوات الامن الاخرى عند الضرورة. وجاءت تصريحات الجنرال الاميركي فيما تسعى واشنطن إلى التعجيل بنقل المهمات الأمنية إلى العراقيين في وقت لا تظهر أي علامة على تراجع هجمات المقاومة على القوات الاميركية وتتزايد الكلفة المالية للاحتلال. وتقوم السلطات التي تقودها الولاياتالمتحدة والتي تدير العراق منذ إطاحة الرئيس العراقي صدام حسين في ابريل نيسان الماضي بتدريب قوة شرطة وجيش عراقيين جديدين. ويتولى عشرات الآلاف من أفراد الشرطة مهماتهم بالفعل، ومن المقرر تخريج اول كتيبة للجيش في اوائل الشهر المقبل. وقال والتر سلوكومب وهو مسؤول كبير يتولى الاشراف على برنامج التدريب في مقر وزارة الدفاع الاميركية الاربعاء ان الادارة الاميركية في العراق تأمل بتدريب ما يصل الى 40 ألف جندي عراقي في غضون عام وهو ما يقل عن نصف الفترة التي كانت مقررة اصلاً لذلك. وتكبدت القوات الاميركية خسائر أمس، تضاربت الانباء حول حجمها، اثر تعرض احدى قوافلها لهجمات في مدينة الخالدية غرب بغداد. وقال أحد الشهود ان هجوماً بالمتفجرات "استهدف ناقلة جند تقل عشرة جنود اميركيين، واشتعلت فيها النار"، مشيراً إلى أنه تم اخراج عدد من الجنود منها يعانون من حروق. واعترف الجيش الأميركي بإصابة جنديين، بعدما طوق المنطقة ومنع الصحافيين من الاقتراب منها. وأوضح محمود علي من سكان الخالدية ان القافلة اصيبت وهي تعبر المدينة متوجهة من الفلوجة الى الرمادي غرباً. وقال ان "عبوة انفجرت تحت ناقلة الجند فاشتعلت فيها النار. وحاولت الآليات الأخرى مواصلة طريقها، لكنها اصيبت بقذيفة آر بي جي بعد 500 متر". وحلقت مروحية اميركية فوق القطاع لاجلاء الجرحى، وقطعت القوات الاميركية الطريق. وقال علي إن أربع أو خمس عربات في القافلة التي واصلت طريقها استهدفت مجدداً بقذيفة صاروخية بعد اربعة كيلومترات واشتعلت النار في احداها. واضاف الشاهد ان تعزيزات ارسلت الى المكان، مشيراً إلى ان عراقياً جرح واشتعلت النار في سيارته. عمليات في الموصل وكانت الموصل 400 كلم شمال غربي بغداد شهدت سلسلة هجمات استهدفت القوات الاميركية بدءاً من مساء الاربعاء من دون أن تتوفر معلومات عن حصيلتها. وأكد شاهد أن "رتلاً أميركياً يضم تسع آليات وسيارات عسكرية تعرض لهجوم بالقنابل اليدوية وقذائف مضادة للدبابات في منطقة الشلالات عند المدخل الشمالي لمدينة الموصل. وطوقت القوات الاميركية المكان على الفور واستقدمت تعزيزات"، من دون ان يتمكن من الافادة عن وقوع اصابات. والقيت قنبلة يدوية على سيارة عسكرية اميركية خالية قرب جامعة الموصل فالحقت بها اضراراً بالغة. وكان جنود اميركيون اوقفوا السيارة ودخلوا الى مطعم مجاور للجامعة. وتعرض فندق نينوى الذي تشغله القوات الأميركية ليل الاربعاء لهجوم بقنابل يدوية وقذائف مضادة للدبابات فدمرت احدى غرفه بالكامل. وأكد عاملون في الفندق ان القذائف اطلقت من ضفة دجلة المقابلة، مشيرين إلى ان القوات الاميركية منعت أياً كان من الاقتراب من الجهة المصابة. وأكد مصدر عسكري اميركي هذه العملية، مشيراً إلى أنها أسفرت عن "اصابة شخصين بجروح طفيفة" من دون ان يحدد هويتهما. وفي الوقت ذاته، استهدف مجهولون بالأسلحة الخفيفة طائرة للمراقبة من دون طيار كانت تحلق فوق منطقة الرشيدية المجاورة للفندق. كما اطلق مجهولون قذيفتين مضادتين للدبابات على مدرعة اميركية في حي العربي المجاور لفندق نينوى. وتحدث سمير عبدربه الذي يعمل في محطة تلفزيون الموصل التي تدعمها قوات التحالف، عن العثور على جثتي شرطيين عراقيين من حراس المبنى منتصف ليل الاربعاء - الخميس على الرصيف المقابل. وأوضح انهما "قتلا ذبحاً". واندلع حريق في انبوب نفط فرعي قرب بيجي يغذي خط النفط الرئيسي الواصل الى تركيا، وقال مسؤولون اميركيون انه لم يعرف اذا كان عملاً تخريبياً أم لا. وقال مدير هيئة الاطفاء في شركة نفط الشمال العراقية بهاء حسن ان اصلاح الخط قد يستغرق بضعة أيام لكن ذلك لن يؤثر في الجدول الزمني المحدد لاستئناف الصادرات من كركوك للمرة الأولى منذ الاحتلال. وأقر قائد القوات الاميركية والبريطانية في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز امس بأن القوات الاميركية اعتقلت في السابق مواطناً اميركياً واحداً ثم اطلقت سراحه، بعد تداول معلومات عن اعتقال قوات التحالف ثمانية أشخاص من التابعية البريطانية او الاميركية. وقال سانشيز في مؤتمر صحافي عقده في بغداد: "حالياً لا يوجد أي أميركي في سجوننا". وأوضح "ان الاميركي اعتقل للاشتباه بأنه قام بعمليات ضد قوات التحالف"، مشيراً إلى انه تم التحقيق معه ثم أطلق سراحه، من دون أن يحدد المدة التي امضاها في السجن. وكان فتى عراقي قتل واصيب أربعة أشخاص بجروح برصاص جنود اميركيين مساء الاربعاء وسط الفلوجة غرب بغداد. وقال شهود إن الجنود كانوا مارين في قافلة قرب منزل اطلقت منه عيارات نارية تعبيراً عن الفرح خلال الاحتفال بزواج. ولاعتقادهم بأنهم هدف اطلاق النار، فتح الجنود النار على المارة والموجودين في المنزل فقتل الفتى سفيان داود 14 عاماً واصيب اربعة أشخاص بجروح بينهم امرأتان. تظاهرات واشتباكات في كردستان وفي كركوك، هاجم عشرات من المسلحين الأكراد امس مقر عشيرة عربية سنية، في محاولة لاسترداد أرض تملكتها منذ 30 عاماً، وفق شيخ العشيرة. وأوضح كاظم الهاني رئيس عشائر البدير "ان اشتباكاً عنيفاً بالأسلحة الخفيفة استمر نصف ساعة بعد ظهر الخميس بين أفراد عشيرته المقيمين في قرية حيفا، ومسلحين أكراد جاؤوا للاستيلاء على أرض العشيرة التي تبلغ مساحتها 20 ألف دونم". وكانت كركوك شهدت أمس، وللمرة الثانية خلال عشرة ايام، لجوء عشرات الأكراد إلى رشق قوات اميركية وعناصر من الشرطة العراقية بالحجارة لمنعها من نزع أعلام اقليم كردستان من الشوارع، بينما أحرق متظاهرون اطارات عند مفارق الطرق. ورشق متظاهرون آخرون بالحجارة مركزاً للشرطة في الشورجة، مما أدى الى تحطم زجاج سيارة للشرطة كانت أمام المركز، بينما قطع آخرون الطرقات بالاطارات المشتعلة. وأوضح مدير شرطة الطوارئ العقيد خطاط عبدالله ان "اكراداً منعوا قوات الشرطة والقوات الاميركية من ازالة اعلام اقليم كردستان المعلقة في الاحياء الكردية والمرسومة على أعمدة الكهرباء والجدران والارصفة". واضاف ان "مفارز الشرطة سارعت الى الانتشار في الأحياء الكردية منعاً لتفاقم الوضع الأمني وللمحافظة على استقرار كركوك". وكانت مديرية شرطة كركوك استبعدت 550 شرطياً كردياً، للمحافظة على نسب التوزيع العرقي والطائفي في العراق، كما أكد الاربعاء اللواء أحمد صالح البرزنجي مدير الشرطة.