أصدر الإنفصاليون الشيشان فتوى بإهدار دم الزعيم الشيشاني البارز أحمد زاكايف بعدما وصفوه بأنه «زنديق ومرتد» بسبب فتحه قنوات إتصال مع السلطات الشيشانية الموالية لموسكو. ولفت التطور إلى عمق الخلافات وتجذرها داخل معسكر الإنفصاليين. وصدرت الفتوى المثيرة للجدال عن هيئة يطلق عليها المقاتلون الشيشان تسمية «المحكمة الشرعية لإمارة القوقاز» وهي الجهة التي استخدمها زعيم المتمردين دوكو أوماروف قبل ثلاث سنوات، لتنصيب نفسه أميراً على منطقة القوقاز، ملغياً بذلك صيغة «دولة إتشكيريا» التي خاض الشيشانيون حربهم لتثبيت استقلالها . ونقل موقع «صوت القوقاز» الألكتروني القريب من الجناح المتشدد للمقاتلين الشيشان أن أوماروف طلب من «المحكمة الشرعية» تقويماً لتصرف زاكايف الذي عقد الشهر الماضي، جولة محادثات مع رئيس البرلمان الشيشاني دوكو فاخا عبدالرحمنوف، وسط تكهنات بأن زاكايف يمهد لعودته إلى الشيشان لشغل منصب في الجمهورية التي تتمتع بحكم ذاتي داخل الاتحاد الروسي. وورد في حيثيات قرار «المحكمة» ان زاكايف «خالف تعاليم الإسلام وفضل عليها تعاليم الديموقراطية» لذا فهو «زنديق ومرتد ودمه مباح للمسلمين وفقاً لتعاليم الشريعة». ورد أنصار زاكايف على القرار بإتهام أوماروف وأنصاره بحرف القضية الشيشانية عن مسارها. وقال سلطان محمدوف أحد مساعدي زاكايف إن التيار المتشدد الذي قاد الهجوم على داغستان في العام 1999 (ما أشعل فتيل الحرب الشيشانية الثانية) ألحق ضرراً بالغاً بالشيشانيين. كما وصف إمارة القوقاز بأنها «إفتراضية» وشكل الإعلان عنها «خيانة كبرى للشعب الشيشاني ومطالبه». ومعلوم أن زاكايف الذي يقيم منذ سنوات في لندن كان يشغل منصب وزير خارجية «إتشكيريا» والمفوض الأساسي للتحدث بإسم الشيشانيين في المحافل الدولية، وعارض مع الرئيس الشيشاني السابق أصلان مسخادوف جناح المتشددين الذي كان يقودهم شامل باسايف حتى مقتله في العام 2006.