راجت في سنوات الحرب اللبنانية الطويلة، ولا تزال، "موضة" الخلافات الحزبية على تعليق صورة من هنا وأخرى من هناك لهذا الزعيم الحزبي او ذاك في شوارع العاصمة وبقية المدن والقرى اللبنانية. وكثيراً ما ادت تلك الخلافات الى سقوط ضحايا. لكن لم يُعرف او يُحكى عن خلاف بين فنانين على خلفية تعليق صور ادى الى سقوط ضحايا، على رغم تكاثر خلافات من هذا النوع تمني المتسببين بها بخسارات معنوية فقط. ولعل حكايا خلافات الفنانين في موضوع صورهم الاعلانية، اكثر تشويقاً في طرافتها من حكايا خلافات السياسيين في الموضوع نفسه، وآخرها الحكاية التي حصلت بين المغني راغب علامة والمغنية الشابة نانسي عجرم. فقد اتفق بين النجمين على إقامة حفلة فنية يحييها علامة بمشاركة نانسي، قبل اسبوعين، في مربع ليلي شهير، وقد أُلصقت على لوحات الاعلان في الشوارع صور دعائية كبيرة للحفلة تنبه المعنيون الى انها لا تعطي حق نانسي كما ينبغي من حيث حجم صورتها في مقابل حجم صورة راغب في اللوحة نفسها، فاعترضوا، وكان تصحيح سريع عدّل في حجم الصورة الاعلانية، لكن الاعتراض ادى الى حساسية بين الطرفين ادت بدورها الى إلغاء حفلات مشتركة مقبلة. وبما ان راغب علامة يحرص، في الآونة الاخيرة، على العنصر "النسائي" في إحياء حفلاته، فقد اتجه نحو المغنية هيفا وهبي، ويبدو ان ثمة اتفاقاً حصل بينها وبينه على أخذ مساحة من حفلاته من الآن حتى اشعار آخر. وقد يتم "تتويج" التعاون بحفلات رأس السنة الجديدة التي قيل ان راغب كان اتفق مبدئياً مع نانسي عجرم على ان تكون هي شريكته فيها ثم تعرقل الاتفاق، فحلّت هيفا مكانها. في الوسط الفني - الغنائي تحديداً - في لبنان شعور بأن نجوم الغناء المعروفين لم يعودوا قادرين على استقطاب الجمهور الى حفلاتهم في الشكل "السابق" الكثيف، فيلجأون الى اضافة "مقبِّلات" فنية تجتذب انظار الجمهور، وتشبع العين مع الأذن. واذا كان هذا "المنطق"، بالنسبة الى راغب علامة، يجمع نانسي عجرم وهيفا وهبي في سلة واحدة، فلا بد من التميز بين نانسي عجرم التي تمتلك صوتاً وحضوراً لافتين، وهيفا وهبي التي تمتلك حضوراً فقط. اي ان نانسي قادرة على احياء حفلات بمفردها، تضاف اليها المهرجانات العربية الكبيرة، في حين جربت هيفا وهبي الحفلات الخاصة ففشلت، وهي لم تدع اصلاً الى المهرجانات لقصور نتاجها عن المستوى. ويمكن تشكيل ثنائي بين هيفا وهبي وراغب علامة في حفلات الاخير، ان يؤدي الى فائدة معنوية ومادية للطرفين اللذين يبدوان محتاجين الى بعضهما بعضاً في مرحلة مهتزة المعالم والمقاييس بين الجمهور ونجومه المعروفين الذين رصدت استفتاءات عدة مع محال بيع الكاسيت، ان تراجعاً حاداً حصل بينهم وبين اقبال الجمهور على اشرطتهم الغنائية لمصلحة مواهب جديدة بدأت تحتل حيّزاً من المشهد الغنائي في لبنان. ولا يجوز وضع التعاون الفني بين راغب علامة وهيفا وهبي في خانة السلبية طالما ان مصلحة الطرفين قضت به. وثمة حفلة مشتركة لهما اقيمت اخيراً في منتجع سياحي في العاصمة استقطبت جمهوراً واسعاً عزّز شعورهما بضرورة تلازم المسار وربما المصير بينهما! والاشارة مفيدة الى ان صورة هيفا في الاعلان ستكون في حجم صورة راغب بالضبط.